للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسكنه الأرض وهو مُنبِئُنا ... عن جُلّ ما في السماء من خبر

أبدَعهُ ربّ فكرةٍ بعُدتْ ... غايتها أن تُقاسَ بالفِكَر

فاستوجبَ الشُكرَ والثناءَ له ... من كل ذي فطنةٍ من البشر

فهو لذي اللبّ شاهد عجب ... على اختلاف العقول والفِطر

وإنّ هذي النجوم بائنة ... بقدر ما أعطيتْ من الصّور

وقوله في قصر الليل في الوصل:

يا ليلة لم تبِنْ من القِصَر ... كأنّها قُبلة على حذَر

لم تكُ إلا كَلا ولا ومضَتْ ... تدفع في صدرها يدَ السّحر

زار بها من هويت مستتراً ... والبدر في الليل غير مستتر

فبتّ حتى الصباح مضطجعاً ... بين النّقا والقضيبِ والقمر

حتى انقضتْ ليلة عدَلْت بها ... ما مرّ لي في الشّباب من عمُري

وقوله في غلام نظر إليه فأعرض عنه:

قالوا ثنى عنكَ بعد البِشرِ صفحتَه ... فهل أصاخ الى الواشي فغيّره

فقلت لا بل درى وجدي بعارضِه ... فردّ صفحتَه عمداً لأبصِرَه

وقوله:

وعاقد في الخِصْر زُنّارا ... أضرم في أحشائي النّارا

ما أطولَ الليلَ إذا لم يزر ... وأقصرَ الليلَ إذا زارا

كأنّما ليلي فني حُبّه ... يجري على ما شاءَ واختارا

وقوله:

إنّي كلِفْت ببعضِ أرْبا ... بِ المقاصِر والخُدورِ

بعزيزة ذلّت فؤا ... دي في هواها بالغُرور

هيفاء تذكُر إن مشت ... مشيَ القَطاة الى الغدير

الرّدْف منها كالنّقا ... والقدّ كالغُصن النّضير

حكتِ الزّمان تلوّناً ... لمحبِّها العاني الأسير

فوصالُها برْد الأصي ... لِ وهجرها حرّ الهجير

وقوله يستدعي صديقاً له في يوم مطر وبرد:

هو يوم كما تراه مطير ... كلبَ القرّ فيه والزّمهرير

وهمى ماؤه كما ذرفَ الدّم ... عَ من الوجد عاشقٌ مهجورُ

وأرانا الغمامَ والبردَ ذيلَيْ ... نِ علينا كِلاهما مجرور

ولدينا شمْسانِ شمس من الرّا ... ح وشمس يسعى بها ويدور

ومغنّ جيش الهموم بما تُب ... دع أوتاره لنا موتور

وعلى الدير كان قِدْر تفور ... لشهيّ الطعام فيها وُفور

ولدينا من التّذاكُرِ روض ... ولدينا من المُدام غدير

فمن الرأي أن تُشَبّ الكواني ... نُ بأجزالِها وتُرْخى السّتور

ويُحَثّ الكبيرُ إنّ كثيراً ... أن يهمّ الكبير إلا الكبير

فاترك الاعتذارَ فيه فترْكُ الش ... شُرْبِ في مثل يومنا تعذيرُ

وقوله مداعبة في شهر الصوم:

أشَهْرَ الصوم ما مثْ ... لُك عند الله من شهْر

ولكنّك حجّرْ ... تَ علينا لذّةَ السُكرِ

وغمزَ اللحظِ باللحظِ ... وقرعَ الثّغْر بالثّغْر

وإني والذي شر ... رَف أوقاتكَ بالذّكْر

وما بات يُصلّى في ... كَ من شفْعٍ ومن وتْر

لمَسْرور بأنْ تَفْنى ... على أنّك من عُمْري

وقوله:

غبْتَ عنا فغابَ كل جمالٍ ... ونأى إذ نأيتَ كل سرور

ثم لما قدِمْتَ عاودنا الأنسُ وقرّتْ قلوبنا في الصدورفلو انّا نجزي البشير بنُعمىلوهبْنا حياتنا للبشير

الزاي وقوله:

وقائلةٍ ما بال مثلِك خاملاً ... أأنتَ ضعيف الرأي أم أنتَ عاجز

فقلت لها ذنبي الى القوم أنني ... لِما لم يحوزوه من المجْد حائز

وما فاتَني شيء سوى الحظ وحدَه ... وأما المعالي فهي فيّ غرائز

السين وقوله، وهي قصيدة تامة من غرر قصائده:

نفسي الفداء لمُطمع لي مؤْيس ... غريَتْ لواحظُه بقتل الأنفس

<<  <  ج: ص:  >  >>