بأبي وغير أبي وقل له ... قمر ليقضي بالضّنى تمّا
يرنو إليك بعين مغزلة ... لم ترن إلا فوقت سهما
قبّلته إذ زار مكتتماً ... وهصرْتُ بانةَ قدّه ضمّا
ورشفْتُ من فيه على ظمإ ... برْداً إذا نقع الصّدى أظما
ثم انثنى حذر الرقيب وقد ... نمّ الصباحُ عليه إذ همّا
وطفِقت أرقب لمّتي جزِعٍ ... شيماً لذاك البرق أو شمّا
وإذا انقضى زمن فكيف به ... إلا أن استوهَبْتَه الحُلما
وقوله من قصيدة طويلة:
تقول سليمى ما لجسمكَ ناحلاً ... كأنْ قد رأتْ أنّ الحوادثَ لي سِلمُ
فقلت لها لا تعجبي رُبّ ناحلٍ ... محاسنه شتّى وسؤدده ضخْم
ولا تنكري همّ امرئ فاقَ همّة ... فكان على مقدار همّته الهم
وما أنا من يثري فيُبطرهُ الغنى ... ويُعدِم أحياناً فيضجره العُدْمُ
وقوله من قصيدة:
لا أحمد الدّمع إلا حين ينسجم ... فخلّ دمعك يسقي الرّبعَ وهو دم
أما ترى الحيّ قد زُمّتْ ركائبه ... وصاح بالبَينِ حادي الركب بينهم
وفي حشا الهودج المزرور شمس ضحى ... تنير للركب من أنوارها الظُلم
بيضاء فضّلها في الحُسن خالقنا ... فأصبحتْ وهي في الأرواح تحتكم
سكرى من الذلّ لكن ما بها سكر ... سقيمة اللحظِ لكن ما بها سقم
كروضة الحَزْنِ في رأدِ الضحى خطرت ... بها الصّباحين روّت تربها الدِّيَم
ليست تزور وإن زارت لنمّ بها ... برق من الثّغر يبدو حين تبتسم
بانوا فأي بُدور عنهم غربتْ ... بمغرب وغصون ضمّها إضَم
وللظباء وأُسد الغيل ما ضمنتْ ... تلك البراقع يوم البيْن واللثُمُ
وخلفوا الدّنفَ المشتاقَ منطوياً ... على جوانح مشبوب بها الضرَمُ
يرعى كواكبَ ليلٍ لا بَراح لها ... كأنّ إصباحه في الناس منه هُمُ
يزيدني اللوم فيهم لوعةً بهِمُ ... كالنار بالرّيح تُستشْرى وتضْطرمُ
فما تغيّرني الأقداحُ دائرة ... ولا تحركني الأوتار والنّغمُ
مالي وللدهر أرضيه ويسخطني ... وأستجدّ له مجداً ويهتدِمُ
تقلّدَتْني لياليه مولّية ... كما تقلّد نصلَ السيف منهزمُ
إن يخْفَ عن أهل دهري كنهُ منزلتي ... فالصبْحُ عن بصر العُميان منكتِمُ
ولم يزل مرتقى الأقدام سامية ... فيه وتستسفل الهامات والقمم
وقوله من أخرى:
وكأنّ الشّقيق خدّ ثَكولٍ ... ضرّجتْه دماً بموجِعِ لطْم
وكأنّ الأقاحَ بيضُ ثنايا ... جال فيها من النّدى ماءُ ظَلْم
وقوله:
صلْ هائماً بك مُغرماً ... أبكيتَ مقلتَه دما
دمع إذا ما قيلَ غا ... ضَ وهمّ أن يرْقا همَى
وكفى بدمع أخي الغرا ... م عن الضّمير متَرْجِما
قد دقّ حتى ليسَ يُدْ ... رَكُ دون أن يتوهّما
وعَداهُ خوفُ عِداهُ عن ... بثّ الغرام فجمجَما
وشَفاءُ ما يشكوهُ من ... ألمِ الهوى ذاك اللّمى
أسلمْتني لجوى الصَّبا ... بةِ يوم رُحتَ مسلِّما
وأريْتَني قدّ القضي ... ب على الكثيبِ مقوّما
عيناك عاونتا علَيْ ... يَ وأصلُ ما بي منهُما
بل يا أخا قيْسٍ إذا ... جئتَ الحطيمَ وزمْزَما
فلتُبلِغَنّ عشيرتي ... أنّي قتِلتُ على الحِمى
عرّضْت قلبي للّحا ... ظِ ولم أخلْها أسهُما
وقوله:
رشأٌ تفعلُ عيناهُ بنا ... ضِعفَ ما تفعلُ باللُّبّ المُدام
سالمتْ وجنتُه من صبغِها ... جمرة في كبدي منها ضِرام
ورمى قلبي فأدْمى خدّه ... أتراهُ انعكسَتْ فيه السِّهام