وقوله في غلام مستحسن صلى الى جنبه:
صلى الى جنْبي من لم يزَلْ ... يصْلى به قلبي نار الجحيم
فلم يكنْ لي في صلاتي سوى ... كوني في المُقعد منها المُقيم
وقلّما صحّتْ صلاة امرئٍ ... مبلبل البال بطرفٍ سقيم
وقوله في غلام مرّ وسلّم عليه:
أصبحت صباً مدنفاً مغرَما ... أشكو جوى الحب وأبكي دما
هذا وقد سلّم إذ مرّ بي ... فكيف لو مرّ وما سلّما
وقوله:
قلت لما رأيت بالدّرب عَمْراً ... تحت جحش ينيكه وحريمه
وهو من دائه المبرّح قد قا ... م على أربع بغير شكيمه
كيف حال الشيخ الأجلّ فقال ال ... حال ما حال هكذا مستقيمه
وقوله في غلام يرمي بالنشاب، ويلعب في الميدان بالصّولجان:
نفسي فداء أبي الفوارس فارساً ... من مقلتيه سنانُه وحُسامه
بطل كأنّ بسرجه من قدّه ... غصناً بعطفيه يميلُ قوامه
يزهى الجوادُ به فتحسب أنّه ... ذو نشوة قد رنّحتْه مدامه
وكأنّ عطف الصولجان بكفّه ... صدغ بدا في الخدّ منه لامُه
وكأنّما قلبي له كرةٌ فما ... تعدوه جفوتُه ولا إيلامُه
يرمي وما يخطي الرّميَّ كأنّما ... نجَلتْ لواحظَ مقلتيه سهامه
يا من تقول البدرُ يشبه وجهَهُ ... مهما تكشّف عن سناه جَهامُه
من أين للقمر المنير ضياؤهُ ... وبهاؤهُ وكمالُه وتمامُه
الله صوّرَهُ وقدّر أنّه ... حتف المحبّ وسقمُه وحِمامه
وقوله:
وأغْيد للنَّقا ما ارتجّ منهُ ... وللغصن التثنّي والقَوام
تصارمَ وصله وهوايَ حتّى ... كأنّهما جُفوني والمَنام
وقوله في طبيب اسمُه شعبان:
يا طبيباً ضجرَ العا ... لَمُ منه وتبرّم
فيك شهران من العا ... م إذا العام تصرّم
أنت شعبانُ ولكن ... قتلُك النّاس المحرّم
وقوله:
غَريَتْ يدي بثلاثةٍ عجبٍ ... بالكأس والمِضْراب والقلَم
بثلاثة لم تحوِهنّ يد ... إلا يد طُبِعتْ على الكرَم
هذان للأفراح إن شردَتْ ... يوماً وذا لشوارد الحِكم
النون وقوله من قصيدة:
وقفنا للنوى فهفت قلوبأضرّ بها الجوى وهمَتْ شؤونيناجي بعضنا باللّحظ بعضاًفتعرب عن ضمائرنا العيون
فلا والله ما حُفظت عهود ... كما ضمنوا ولا قُضيتْ دُيون
ولو حكم الهوى يوماً بعدلٍ ... لأنصفَ من يفي ممّن يخون
أمرّ بداركم فأغضّ طرفي ... مخافة أن تُظَنّ بنا الظّنون
ومنها:
جحاجِحُ ما ادْلهمّ الخطبُ إلا ... دُعوا ورُجوا ونُودوا واستُعينوا
كأنّ على أسرّتهم شُموساً ... تُنير بها الحنادسُ والدّجون
إذا حكموا بأمرٍ لم يميلوا ... وإنْ سبَقوا بوعدٍ لم يَمينوا
وقوله في اعتقاله من قصيدة:
همومُ سكنّ القلبَ أيسرُها يضني ... ووقْد خطوبٍ بعضها المهلك المضني
عذيريَ من دهرٍ كأنّي وترْتُه ... بباهِرِ فضلي فاستفاد به منّي
تعجّلني بالشّيب قبل أوانِه ... فجرّعني الدُرْديَّ من أوّل الدنّ
ومنها:
ولو لم أكن حُرّ الخلائق ماجداً ... لما كان دهري ينطوي لي على ضِغْن
وما مرّ بي كالسّجن فيه ملمّة ... وشرٌ من السجن المصاحب في السجن
أظنّ الليالي مبقياتي لحالة ... تبدّل فيها حالتي هذه عنّي
وإلا فما كانت لتبقي حُشاشَتي ... على طول ما ألقى من الذلّ والغبن
ومنها:
وكم شامت بي أن حُبِسْت وما درى ... بأني حُسام قد أقروه في الجفن
وناظر عين غضَّ منه التفاتُه ... الى منظرٍ مقذٍ فغمّض في العفن