متى صفتِ الدنيا لحرٍّ فأبتغي ... بها صفو عيش أو خُلُويِّ من الحزن
وهل هي إلا دار كل ملمة ... أمض لأحشاء الكرام من الطعن
وإن هي لانت مرة لك فاخشَها ... فإنّ أشد الطعن طعنُ القنا اللّدن
ومن أخرى:
الى كم أستنيمُ الى الزّمان ... وتخدعني أباطيلُ الأماني
ومنها:
ومضطرمُ الضّلوع عليّ غيضاً ... ألنْتُ له قيادي فازدَراني
تسحّب في المقال عليّ لمّا ... سكنتُ له سكون الأفعوانِ
ولو أنّي أساجِلُ منه كفؤاً ... بيوم الفخرِ أو يوم الطعانِ
لكفّ لسانَه عنّي بليغٌ ... كأنّ لسانهُ العضْبُ اليَماني
ومنها:
نجاءَك من لساني فهو أمضى ... بمعتركِ الجدالِ من السّنانِ
ولا تعرض لهجْوي فهو باقٍ ... على مرّ الزّمان وأنتَ فانِ
وجُرح السّيف يبرأ عن قريبٍ ... ويَعْيا البُرءُ من جرح اللّسان
ومن أخرى:
حتّامَ تنوحُ على الدِّمَن ... وتسائِلُهنّ عن السّكَن
وتروح أخا شجنَيْن فمن ... بادٍ للنّاس ومكتمن
... فقد الألاّفُ الى ... جفْنٍ يشكو فقد الوسن
... جريكَ منهتكاً ... في طرق اللهو بلا رسن
... ... صافية ... تعدي الأفراحَ على الحزن
... الدهر سوى رمَقٍ ... لو لم تتداركه لفَني
يسقيكَ سُلافتَها رشأٌ ... خلِقَتْ عيناه من الفتن
وكأنّ بأعلاه قمراً ... في جُنحِ ظلامٍ في غُصنِ
وكأنّ لواحظَ مقلتِه ... نحِلتْ أطراف ظُبَى الحسَن
ملِكٍ هطلتْ كفّاهُ لنا ... بحَيا الجَوْدِ الحوذِ الهُتُن
في سنّ البدر وسُنّتِه ... وسناه ومنظرِه الحسَنِ
يعطيك ولا يمنّ وقد ... يحمي بالمَنّ حِمَى المنَن
ندْبٍ، ندْسٍ، حلوٍ، شرس ... شهمٍ، فطِنٍ، ليْنٍ، خشِنِ
لو للأيّام شمائلُه ... لم تجْنِ عليكَ ولم تخُنِ
ولوَ انّ البحرَ كنائِلِه ... لم يدْن مداه على السفُنِ
ومن قوله في غلام اسمه جوشن:
صيّرْتُ صبريَ جوشناً لما رمتْ ... نحوي بأسهمها لواحظُ جوشَنِ
ولقد رُميتُ بأسهمٍ لكنّني ... لم ألقَ أقتلَ من سهامِ الأعيُن
وقوله:
عذّبْتني بالتّجنّي ... يا غايةَ المُتمني
قسّمت لحظي وقلبي ... ما بين حُسنٍ وحُزْنِ
وأيّ أعجب شيءٍ ... يكون منك ومنّي
إنّي إذا جئتُ ذنباً ... أسومُك الصّفْحَ عنّي
وقوله في جارية سوداء اسمه عزّة:
يا عزُّ عزَّ الوجْد صبري بما ... أصبحتِ من حسنِك تُبدينَه
ما أنتِ إلا لعبة ما بدتْ ... للمرء إلا أفسدتْ دينَه
وقد أفدتِ المسكَ فخْراً بأنْ ... أصبح يحكيكِ وتحكينه
لا شكّ إذ لونُكُما واحِد ... أنّكُما في الأصل من طينه
وقوله في غلام زنجيّ حسن الوجه سابح:
وشادنٍ من بني الزّن ... ج ساحر المقلتين
قد حال تفتير عيني ... هـ بين صبري وبيني
أبصرْتُه وسْطَ نهرٍ ... طافٍ على الضّفتين
فقلت أسود عيني ... يعوم في دمع عيني
وقوله في العذار وقد لزم فيه التجنيس:
لو يعلم العاذلان ماذا جرى ... إذ عذَلاني جهلاً ولاماني
أودعني من هواه وسوسةً ... لم يلْقَها خالد ولا ماني
ظبي بخدّيه لا عدمتهما ... راءان من عنبرٍ ولامان
وقوله:
قم يا غلام الى المُدام ففضَّها ... وأدرْ زجاجتَها عليّ وثنّها
حتى أعوّضَ من دمي بسُلافها ... وأعودَ من عدم الحَراكِ كدنّها
وقوله في جارية اسمها تجنّي، قدمت شمعة: