للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله هيفاءُ قدّمتْها ... هيفاءُ كالغصنِ في التثنّي

إشراقُها والضياءُ منها ... وحرّها والدموع منّي

جاءتْ بها ساطعٌ سناها ... يرفعُ سجْفَ الظّلام عني

وقوله من قصيدة:

أقصرتُ من كلفي بالخُرّدِ العين ... فما الصبابة من شُغلي ولا ديني

ورُبّ أكلفَ قد طال الثّواء به ... في بيت أشمطَ من رهبان جيرون

يمّمتُ ساحته بالشُهب من نفَرٍ ... بيض وجوهُهُمُ شمّ العرانين

ثم انتحيت له أستامُ ذروته ... بمرهف الحدّ ماضي الغرْبِ مسنون

فانصابَ منه على كفّي غبيط دمٍ ... كأنّه سرِب من جوف مطعون

دمٌ من الراح مسفوك بمعركة ... يغادر الشَّرْبَ صرعى دون تجنينِ

أيامُ لهوٍ ولذاتٍ جريتُ بها ... مرخي الأعنّة في تلك الميادين

أستنزلُ البدرَ من أعلى منازله ... وأقنص الظّبيَ من بين السّراحين

ثم ارعويت فلم أعطِ الهوى رسَني ... وانجابَ عنّي فلم أتبع شياطيني

وقوله:

جرّد معاني الشّعر إن رمتَه ... كيما تُوَقّى اللّومَ والطّعنا

ولا تُراعِ اللفظَ من دونِها ... فاللفظ جسم روحه المعنى

وقوله في وصف كتاب وصل إليه:

وافى كتابُك قد أودَعْتَه فِقَراً ... شكا افتقاراً إليه لفظُ سَحْبانا

نظماً ونثراً تكافا الحسنُ بينهما ... حتى لخلتهما شكراً وإحسانا

ومنها:

لله أي كتابٍ زار مكتئباً ... منه وحُرّ كلام زار حرّانا

ولم أكن حيث بستانٌ ولا نهرٌ ... فزار لحظي وفكري منه بُستانا

أرى قوافيه أطياراً مغرّدة ... بألسُنِ الحمد والأبيات أغصانا

أجل وأقطف من ميماته زهَراً ... إذا وردتُ من الصّادات غُدْرانا

زهر تقيمُ على الأيام جدّته ... وإنّما توجدُ الأزهارُ أحيانا

من كل لفظٍ كماءِ المُزْن يوسعني ... ما شئتُ رِيّاً ولا أنفكّ ظمآنا

وقوله في ذمّ الدهر:

سادَ صغارُ الناس في عصرنا ... لا دامَ من عصرٍ ولا كانا

كالدّسْتِ مهما همّ أن ينقضي ... عادَ به البيدَقُ فرْزانا

الهاء وقوله يصف منزلاً في قصر:

منزلٌ ودّتِ المنازلُ في أعْ ... لى ذُراها لو أنّها إيّاه

فأجِلْ فيه لحظَ عينيكَ تُبصرْ ... أيّ حسنٍ دون القصور حواه

سال في سقفِه النُضار ولكن ... جمدتْ في قراره الأمواه

ومنها:

منظر يبعث السّرورَ ومرأى ... يُذكِرُ المرءَ طيبَ عصرِ صباهُ

طاب ممْساه للعيون فأكّد ... طيبه بالصّبوح في مغداه

وأدِرْها سُلافةً كدَمِ الخِشْ ... فِ لجفن السّرور عنها انتباه

من يدَيْ كل فاتنِ اللحظ عينا ... هُ على فعل كأسِه عوْناه

ريم قفرٍ بل ريم قصر، شغاف ال ... قلب مأواه والحشا مرعاه

قوبِلَ الحُسن فيه فاختصرت خص ... راه عمداً وأذرِفَتْ عيناهُ

وقوله:

أسلفتني الغرام سالفَتاه ... وأطرتْ عني الكرى طرّتاهُ

وأعانت وجدي على الصبر عينا ... هـ فويحي مما جنت عيناهُ

رشأٌ وِردُه المدامع والأض ... لع مأواهُ والحشا مرعاهُ

لم يعِدْني بالوصل يوماً فأخشى ... بتمادي الصّدود أن ينساهُ

وقوله في وصف فرس:

وخيرُ ذخائر الأملاكِ طِرْف ... يروق الطّرْفَ حين يجولُ فيه

ترى ما بينه والخيلِ طُرّاً ... كما بين الرّويّة والبَديه

وقوله في أمرد التحى فقبُح:

قد صوّحتْ نرجسَتا مُقلتيْه ... واصفرّ ذاك الوردُ من وجنتيْه

وكان قيد اللّحظ في حُسنه ... فصار لا يوما بلحظٍ إليه

قد مسخَتْ صورتَهُ لحية ... أفرِغْ منها كل ذُلّ عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>