للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت بعض العلماء استنبط من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ١٠٥، ١٠٦] أنه ينبغي للإنسان إذا نزلت به حادثة، سواء إفتاء أو حكم قضاء أن يكثر من الاستغفار؛ لأن الله قال: {لِتَحْكُمَ}، ثم قال: {وَاسْتَغْفِرِ}، وهذا ليس ببعيد؛ لأن الذنوب تمنع من رؤية الحق؛ {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: ١٤]، نسأل الله أن يغفر لنا ولكم.

قال: (ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل) ويش هو الحجم؟ حجم الشيء يعني: جسمه وملمسه، وما أشبه ذلك، (مع صغر حجمه حوى) (حوى) أي: جمع، (ما يغني عن التطويل)؛ لأنه جامع الكتاب، وهو أجمع من كتاب الشيخ مرعي رحمه الله وهو دليل الطالب، ودليل الطالب في الترتيب أحسن من هذا؛ لأنه يذكر الشروط والأركان والواجبات، لكنه بالنسبة للمسائل هذا أكثر بكثير؛ يعني ذاك يمكن ثلثين هذا في المسائل، إنما ذاك صحيح مفصل ومبين؛ ولهذا كان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله قد حفظ متن الدليل وتفقه به، لكنه مع ذلك كان يشير على طلابه بهذا، ولا يدرسنا إلا هذا الكتاب؛ لأنه يقول: إنه أجمع، وشرح الشيخ منصور رحمه الله البهوتي عليه أحسن من شروح دليل الطالب.

قال: (ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل) قوله: (لا حول ولا قوة) هذه نافية للجنس، ولا أدري هل تذكرون أن في إعرابها أوجهًا؟ من يعلمنا بها؟

( ... ) (حول) و (قوة) ثلاثة أوجه: البناء على الفتح، والنصب، والرفع، ولكن ابن مالك () يقول:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إِنْ رَفَعْتَ أَوَّلًا لَا تَنْصِبَا

<<  <  ج: ص:  >  >>