ثم قال المؤلف رحمه الله:(باب دخول مكة) يعني كيف يكون دخول مكة؟ قال:(يُسنُّ من أعلاها) يعني يسن أن يدخلها من أعلاها؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يدخل مكة من أعلاها، وأعلاها هو الشرقي منها من عند ريع الحجوم.
(والمسجد) يعني ويُسنُّ دخول المسجد (من باب بني شيبة)؛ لأنه أيسر للطائف حيث إنه إذا دخل مع هذا الباب يكون الحجر أمامه أو قريبًا منه لكن باب بني شيبة معدوم من زمان، نحن أدركناه عِقد قريب من مقام إبراهيم، فالمسجد ذلك الوقت كان صغيرًا، الآن زال وصار الناس يدخلون من باب يُقال له: باب السلام، وهذا أيضًا أُزِيل، وبقي علامات فقط، وهل هذا الدخول من أعلاها والخروج من أسفلها هل هو تعبُّد أو لأنه أيسر للدخول والخروج؟
طالب: أيسر للدخول والخروج.
الشيخ: قيل هذا، وقيل هذا، قيل: إنه تعبد؛ ولذلك المؤلف يرى أنه تعبد، فيقول:(يُسنُّ من أعلاها)، وقيل: لأنه أيسر للدخول والخروج، أما في وقتنا الحاضر فلا يمكن العمل بهذا؛ وذلك لأن المرور قد رتَّب الدخول والخروج، ولا يمكن أن نُخالف ما رتبه المرور؛ لأن ما رتبه المرور يعتبر مما قضى به ولي الأمر، وما قضى به ولي الأمر فهو واجب الاتباع إذا لم يكن محرمًا وعلى هذا فنقول: السنة الآن أن يدخل الإنسان من حيث كان الدخول حسب تقرير المرور.
(فإذا رأى البيت رفع يديه وقال ما ورد)(إذا رأى البيت) يعني الكعبة (رفع يديه وقال ما ورد) وذكر في الشرح: اللهم أنتَ السلامُ، ومنك السلامُ، حيِّنا ربنا بالسلام. إلى آخره، ومن العلماء من ينكر هذا ويقول: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه صنع عند دخول المسجد أكثر مما كان يصنعه في أي مسجد، وعلى هذا فيُسن لدخول المسجد ما يُسن في غيره.
(ثم يطوف مضطبعًا) ويبتدئ بالحجر الأسود، كما ذكره (يطوف مضطبعًا) الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر.