للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: زواج المسلم بالنصرانية ما بعد جاء يأتي في موانع النكاح، وقد بحثنا هذه المسألة؛ خطبة المسلم على خطبة غير المسلم وقلنا: إن العلماء اختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال: لا يجوز، وأن تقييدها بقوله: «أَخِيهِ» من باب الغالب، ومنهم من قال بالجواز، والصحيح أنه لا يجوز؛ لما في ذلك من العدوان والتقييد بالأخوة بناء على الغالب.

***

[أركان النكاح]

ثم قال المؤلف: (فصل: وأركانه -أي: أركان النكاح- الزوجان الخاليان) الركن في اللغة الجانب الأقوى من البيت؛ ولهذا تسمى الزاوية ركنًا؛ لأن أقوى ما في الجدار زاويتُه لأنها مدعومة من الجانبين، فهي في اللغة الجانب الأقوى من الشيء.

أما في الاصطلاح فإن الأركان ما يتكون منها الشيء فهو أركان؛ يعني الأشياء التي يَكُونُ تَكَوُّنُ الشيء بها ضرورة؛ يعني: ما يكون الشيء إلا بها تُسمى أركانًا؛ مثلًا الصلاة قيام وقعود وركوع وسجود؛ لأنه ما تقوم إلا بها أو لا؟

أيضًا أركان النكاح ما يقوم النكاح إلا بها لا بد؛ يعني: معناه أن الشيء الذي تتركب منه الماهية تسمى أركانًا، الشيء الذي تتركب منه ماهية الشيء تسمى أركانًا.

أركانه الزوجان؛ يعني الزوج والزوجة طبعًا، لو كان ما هناك زوجًا يصير نكاح؟ لو كان ما فيه زوجة ما يصير نكاح.

وثانيًا: الإيجاب والقبول؛ الإيجاب هو اللفظ الصادر من الولي أو مَنْ يقوم مقامه، والقبول هو اللفظ الصادر من الزوج أو من يقوم مقامه.

يقول المؤلف: الزوجان الخاليان من الموانع؛ لأن مَنْ فيهما موانع فوجودهما كالعدم؛ كما لو كانت معتدة وتزوجها فإن هذا النكاح غير صحيح. ولكن اشتراط الخالي من الموانع يلزم منه أيضًا الزوجان اللذان تم فيهما الشروط وانتفت الموانع. فهو في الحقيقة ليس بقيد؛ ذِكْر المؤلف لذلك ليس بقيد، بل الزوجان والإيجاب والقبول هذه الأركان.

واشتراط كونهما خاليين من الموانع لا يدخل في الركنية كما أن اشتراط وجود الشروط لا يدخل في الركنية أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>