للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقينا بالأيش؟ بالفعل، هل يُشْرَع السجود لفعله نسيانًا، كما لو نسي فرفع يديه عند السجود إلى حذو منكبيه ثم سجد، هل نقول: يشرع أن يسجد، نعم أو لا؟ كذلك لو نسي وقال: (سبحان ربي الأعلى) وهو راكع، ثم ذكر وقال: (سبحان ربي العظيم)، هل يسجد أو لا؟

الفقهاء رحمهم الله قالوا في السنن القولية: إذا أتى بها في غير موضعها شُرِعَ له سجود السهو، يُسَنُّ له سجود السهو.

فإذا قال: (سبحان ربي الأعلى) في الركوع، ثم ذكر وقال: (سبحان ربي العظيم)، قلنا أيش؟

طالب: يشرع.

الشيخ: يُسَنُّ أن يسجد للسهو، الأفعال لم يتكلموا عليها كلامًا بينًا واضحًا، ولكن ينبغي أن يقال: هي كالأقوال ولا فرق، لكن كأنهم فرَّقوا بينها بأن الأفعال اليسير منها لا يُبْطِل الصلاة.

اليسير منها -الحركات اللي سبق لنا الكلام عليها- لا يبطل الصلاة، فإذا أتى بها فإنه لا يُشْرَع له سجود السهو؛ لأنه يسير، وليس عليه شيء.

بخلاف الأقوال، الأقوال لو أتى بقول لا يُشْرَع في الصلاة كالكلام بطلت الصلاة ولو كان يسيرًا.

والذي يظهر لي أن المسنونات فعلًا وتركًا يُسَنُّ لها سجود السهو ولا يجب، أفهمتم؟

[باب سجود السهو]

ثم قال المؤلف رحمه الله: (باب سجود السهو)، (سجود) مضاف إلى (السهو).

(سجود السهو) من باب إضافة الشيء إلى سببه، يعني السجود الذي سببه السهو، واعلم أن السهو يتعدى بـ (في) ويتعدى بـ (عن)، إن تعدى بـ (عن) فهو مذموم، وإن تعدى بـ (في) فالإنسان غير ملوم.

مثال المتعدي بـ (عن) قول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٤، ٥].

وإن تعدى بـ (في) فالإنسان غير ملوم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي». (٢٨)

يقول المؤلف رحمه الله: (يُشْرَعُ لزيادة ونقص وشك).

<<  <  ج: ص:  >  >>