يقول: فيه دية كاملة، كذلك الذوق إذا جنى عليه حتى أذهب ذوقه؛ صار ما يذوق شيئًا؛ يعني: لو أُدْخِل شيءٌ مرٌّ حلوٌ حامضٌ عذبٌ مالحٌ ما يحس به، ففيه دية كاملة؛ لأن الذوق نعمة من الله عز وجل، فإن الإنسان يتلذذ بالطعام أو الشراب قبل أن ينتفع به من الناحية الجسمية، ولَّا لا؟ إذا كان ما يحس بذوق فقد شيئًا عظيمًا، فيه دية كاملة.
ونفس الشيء لو أنه قال: إنه ذهب ذوقه، وقال الجاني: لم يذهب، فإنه يختبر بالأشياء التي لا يمكن أن يصبر عنها لو كان ذوقه باقيًا.
بقينا الذوق؛ ذكر الفقهاء رحمهم الله أنه خمسة أقسام -كما قلنا قبل قليل- وهي المذاقات، خمسة ما هي؟ الملوحة والعذوبة والمرارة والحلاوة والحموضة، هكذا قسموها، هذه أصولها، فيه شيء بين ذلك، لكن هذه هي الأصول، قالوا: فإذا أذهب واحدًا منها ففيه خُمس الدية؛ عشرون بعيرًا، وإن أتى على اثنين ففيه أربعون ( ... )، وإن أذهب الكل ففيه دية كاملة.
بقينا بالنسبة ..
وكذا في الكلامِ والعقلِ، ومَنفعةِ المشيِ والأكلِ والنكاحِ، وعدَمِ استمساكِ البولِ والغائطِ، وفي كلِّ واحدةٍ من الشُّعورِ الأربعةِ الدِّيَةُ، وهي: شَعَرُ الرأسِ، واللحيةِ، والحاجِبَيْنِ، وأهدابِ العينيْنِ، فإن عادَ فنَبَتَ سَقَطَ مُوجَبُهُ، وفي عينِ الأعورِ الدِّيَةُ كاملةً، وإن قَلَعَ الأعورُ عينَ الصحيحِ المماثِلَةَ لعَيْنِه الصحيحةِ عَمْدًا فعليه دِيَةٌ كاملةٌ ولا قِصاصَ، وفي قَطْعِ يدِ الأَقْطَعِ نِصْفُ الديةِ كعَيْنٍ.