للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كِتَابُ الأَيْمَان)

واليمينُ التي تَجِبُ بها الكَفَّارَةُ إذا حَنِثَ هي اليمينُ باللهِ، أو صِفةٍ من صفاتِه، أو بالقرآنِ أو بالمصحَفِ، والحَلِفُ بغيرِ اللهِ مُحَرَّمٌ، ولا تَجِبُ به كَفَّارَةٌ.

و(يُشْتَرَطُ) لوُجوبِ الكَفَّارَةِ ثلاثةُ شروطٍ:

(الأَوَّلُ) أن تكونَ اليمينُ مُنعقِدَةً، وهي التي قُصِدَ عَقْدُها على مُستقبَلٍ مُمْكِنٍ،

[مدخل]

الشيخ: قال المؤلف رحمه الله تعالى: (كِتَابُ الأَيْمَان)، الأَيمان: جمع يمين، وهو القَسَم والحَلِف.

واعلم أن اليمين ينقسم إلى أقسام؛ فقد يكون واجبًا، وقد يكون مستحبًّا، وقد يكون مكروهًا، وقد يكون محرَّمًا، وقد يكون مباحًا، والأصل فيه أنَّ ترك اليمين أَوْلَى، لكن ينقسم إلى هذه الأقسام الخمسة.

وتعريفه -أي اليمين- تأكيد الشيء بِذِكْرِ مُعَظَّمٍ بصيغة مخصوصة، ووجه كونه تأكيدًا هو أن هذا الحالف كأنه يقول: بمقدار ما في نفسي من تعظيم هذا المحلوف به أنا أؤكد لك هذا الشيء.

فلهذا نقول في التعريف ما أشرتُ إليه: تأكيد الشيء بِذِكْرِ مُعَظَّمٍ بصيغة مخصوصة، يعني لا بكل صيغة، فلو قلت مثلًا: الله أكبر قَدِم زيدٌ، فقد قَرَنْتَهُ بذِكْرِ مُعَظَّمٍ لكن ليس بصيغة القَسَم، فلا يكون قَسَمًا.

حروف القَسَم ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، والمشهور منها ثلاثة: الواو، والباء، والتاء، والأم هي الباء، ولهذا تدخل على الْمُقْسَم به مقرُونةً بالفعل، أو ما ينوب منابَه، ومُفْرَدَة، وتدخل على الْمُقْسَم به ظاهرًا ومُضمَرًا، وتدخل كذلك على كل اسم من أسماء الله، أو على كل محلوف به.

مرة ثانية نقول: الباء تدخل على الْمُقْسَم به مع ذكر فِعْل القَسَم أو ما ينوب منابه، وعَدَمِه، وعلى الْمُقْسَم به، سواءٌ كان اسمًا ظاهرًا أو مُضْمَرًا.

ثالثًا: وتدخل على جميع الأسماء، فتقول مثلًا: أُقْسِم بالله على كذا وكذا، هذه ذُكِرَتْ مع فِعْل أيش؟

طالب: القَسَم.

<<  <  ج: ص:  >  >>