للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ» (٤)، هل نقيس عليه كل شيطان؟ بمعنى لو مر بين يدي المصلي شيطان من شياطين الجن، تبطل الصلاة؟ بعضهم قال هكذا، تبطل، والصحيح: أنها لا تبطل.

كذلك لو مر من بين يديه رجل داعية للكفر والبدع الْمُضِلَّة، هذا شيطان إنس لا شك، هل نقول: تبطل الصلاة؟ لا، وذلك لأن العلة كونه كلبًا أسود، وكونه شيطانًا، وهذا لا يتأتى إلا في هذا الكلب.

***

[أركان الصلاة وواجباتها]

الطالب: (والطمأنينة في الكل، والتشهد الأخير، وجلسته، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، والترتيب والتسليم).

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

جرت عادة الفقهاء -رحمهم الله- أنهم إذا ذكروا الصفة للعبادة ذكروا أركانها وواجباتها ومُكَمِّلَاتها، وهذا لا شك أنه من حسن التعليم، حتى تنحصر العلوم لطالب العلم.

فمثلًا: ذكروا في الصلاة أركانها وواجباتها، في الوضوء كذلك فروضه وواجباته، كذلك في الغسل، وكذلك في الحج، وغير ذلك.

كل هذا من أجل تقريب العلوم لطالبيها، فيكون هذا التقسيم وهذا التنويع وهذا الترتيب من باب الوسائل، لا من باب المقاصد.

وعليه فمن زعم من بعض الناس أن هذا بدعة، وكل بدعة ضلالة، فزعمه باطل.

لأن الفقهاء -رحمهم الله- لم يريدوا أن يتعبَّدوا بهذا، لكن أرادوا التقريب، كما أنه من عهد القرن الأول صُنِّفَت التصانيف، وبُوِّبَت الأبواب، ولم تكن معروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

لكن هذا من باب؟ أتموا!

طلبة: التقريب.

الشيخ: من باب الوسائل، والوسائل لها أحكام المقاصد، والوسائل تختلف في كل عصر ومصر، ليست دائمًا على نطاق واحد، الآن عندنا وسائل التسجيل، هل كان معروفًا؟

طلبة: لا.

الشيخ: عندنا وسائل في إيصال الصوت بالْمُكَبِّر، بالهاتف، بالإذاعة، فاختلفت الأمور.

<<  <  ج: ص:  >  >>