للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالوسائل ليس لها حصر، كل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، لكن لا يتعبد الإنسان به لذاته، ولكن يتعبد به لغيره؛ لأنه وسيلة.

من الوسائل: الصلاة، مرت علينا، عرفنا صفاتها، فهل فيها أركان وواجبات وسنن؟

الجواب: نعم.

أركانها: القيام .. إلى آخره.

أركان جمع ركن، والركن جانب الشيء الأقوى، ولذلك نسمي الزاوية في الغرفة ركنًا؛ لأن أقوى ما في الجدار هو الزاوية، لأن كلًّا من الجهتين معتمدة على الأخرى، فتكون أقوى.

أما في الاصطلاح، فالركن: ما لا تتم العبادة إلا به، لا يسقط عمدًا ولا سهوًا ولا جهلًا، هذا الركن.

(أولًا: القيام) لكن لا بد من شرط، وهو القدرة عليه.

ودليل ذلك عموم قول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦]، وقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].

وخصوص قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران بن الحصين: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنٍ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ». (٥)

إذن شرط القدرة في كل عبادة، لكنه يسقط -القيام- بالعجز عنه، كما سمعتم، ويسقط في النافلة، النافلة يجوز أن يصليها الإنسان قائمًا وقاعدًا.

لكن أجر القاعد نصف أجر القائم، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تهجده في الليل قائمًا، فلما أَسَنَّ صار يصلي أول الركعة جالسًا، فإذا قارب الركوع قام وركع.

ويستثنى من ذلك أيضًا: المأموم القادر على القيام خلف الإمام العاجز عن القيام، فهذا يصلي قاعدًا تبعًا ..

طلبة: لإمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>