للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (تَجِبُ) ضِيافةُ المسلِمِ الْمُجتازِ به في القُرَى يومًا وليلةً.

(بَابُ الذَّكَاةِ)

لا يُباحُ شيءٌ من الحيوانِ المقدورِ عليه بغيرِ ذَكاةٍ , إلا الجرادَ والسمكَ وكلَّ ما لا يعيشُ إلا في الماءِ، ويُشترَطُ للذكاةِ أربعةُ شروطٍ:

(أَهْلِيَّةُ الْمُذَكِّي) بأن يكونَ عاقلاً مُسلِمًا أو كِتَابِيًّا , ولو مُراهِقًا أو امرأةً

عن ذلك إجماعٌ من أهل العلم، فإنْ كانت المسألةُ إجماعيةً فلا مناص عن موافقة الإجماع.

(التِّمساح) التمساح نوعٌ من الأسماك يفترس، هذا أيضًا يَحرُم ولو كان من حيوان البحر، ليش؟ قال: لأن له نابًا يفترس به. فهل هذا صحيح؟

الجواب: نعم، ليكنْ له نابٌ يفترس به، لكنَّه ليس من السباع، ولهذا ليس ما يَحْرُم في البر يَحْرُم نظيره في البحر؛ فالبحر عبارة عن شيءٍ مستقلٍّ، حتى يوجد غير التمساح له نابٌ يفترس به: القِرش، يوجد أيضًا أشياء غريبة إذا شافت الإنسان ارتَقَت فوقه -كما حدثني الذين يغوصون في البحر- تكون فوقه مِثل الغمامة، ثم تنزل شيئًا فشيئًا حتى تكبس عليه، إذا كبسَتْ عليه يموت، لكنْ يقول لي أحد البحَّارة: إنه -سبحان الله العظيم- لها المحلُّ الذي يخرج منه فضلات الطعام، يقول: إذا قام الإنسان يَحُكُّه كذا بدأتْ ترتفع. ولهذا اللي يعرفونها يتوقَّونها إذا شافوا ظِلَّها، لكنْ إذا ما تمكَّنوا فعلوا هذا ثم ترتفع حتى يخرجوا.

الحاصل أن فيه أشياء تَقْتل، ومع ذلك فإنها حلالٌ، وعليه فإننا نقول: الصحيح أنه لا يُستثنى التمساحُ وأنه يؤكل.

قال: (والحيَّة). في البحر حيات؟

طلبة: نعم.

الشيخ: فيه حيات. ليش؟ يقول: لأنها مستخبَثة.

لو أنَّا أخذْنا كلمة (مستخبَثة)، أولًا: فيها نظرٌ كما سبق. والشيء الثاني: ليس ما يُستخبَث في البَرِّ يكون نظيره في البحر مُستخبَثًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>