للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعليه فالصواب أنه لا يُستثنى من ذلك شيء، وأنَّ جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلالٌ حيُّها وميتها؛ لعموم الآية الكريمة التي ذكرناها من قَبْل.

***

يقول المؤلف رحمه الله: (ومَن اضْطُرَّ إلى مُحَرَّمٍ غير السمِّ).

المؤلف رحمه الله لَمَّا بيَّن الحلالَ والحرامَ .. تناوُل الحلالِ لا يشتبه، أو لا؟ أيش حكمه؟

طالب: حلال.

الشيخ: تناوُل الحلالِ حلالٌ، تناوُل الحرامِ حرامٌ. لكنْ إذا دَعَت الضرورة .. شوف: (مَن اضْطُرَّ)، وأصل (اضْطُرَّ) في التصريف أصلُها: اضْتُرَّ. ولا يصح أنْ نقول: اضْطَرَّ؛ لأن الإنسان مُلْجَأٌ وليس مُلْجِئًا، نعم إنْ قلتَ: اضطَرَّ فلانٌ فلانًا أنْ يفعل كذا؛ صَحَّ، أمَّا إذا كان وصْفًا لِمَنْ وقعتْ به الضرورة فلا يجوز أنْ نقول: اضْطَرَّ، ولهذا في القرآن: {فَمَنِ اضْطُرَّ} [البقرة: ١٧٣] أي: ألجأَتْهُ الضرورة.

وبعض الناسِ الآن من الطلبة يقول: اضْطَرَّ. خطأ؛ اضطَرَّ غيرَه، اضطُرَّ: اضطَرَّهُ غيرُه. ومعنى (اضطُرَّ) أي: أصابتْه ضرورةٌ إلى فِعْلِ هذا الشيء؛ أي: لَحِقَه الضرر إنْ لم يفعل، هذا (مَن اضطُرَّ)؛ لَحِقَه الضرر إنْ لم يفعل.

(مَن اضْطُرَّ إلى مُحَرَّمٍ غير السمِّ) مُحَرَّم منين؟ ما هو مِن كلِّ شيء؛ مُحَرَّم من هذه الأشياء المحرَّمة من المأكولات.

(اضْطُرَّ إلى محرَّم حلَّ له منه ما يَسُدُّ رَمَقَهُ) استثنى المؤلفُ السمَّ، وسنتكلم عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>