الشيخ: لفسقه، وجدنا شخصًا مسبلًا ثوبه؛ فإننا لا نوليه القضاء؛ لأنه فاسق، وجدنا شخصًا يغتاب الناس، ويأكل لحومهم فلا ..
عَدْلًا, سميعًا، بصيرًا، متَكَلِّمًا، مُجْتَهِدًا , ولو في مَذهبِه، وإذا حَكَّمَ اثنانِ بينَهما رجلًا يَصْلُحُ للقضاءِ نَفَذَ حُكْمُه في المالِ والحدودِ واللِّعانِ وغيرِها.
[باب آداب القاضي]
يَنبغِي أن يكونَ قَوِيًّا من غيرِ عُنْفٍ، لَيِّنًا من غيرِ ضَعْفٍ، حَليمًا ذا أَناةٍ وفِطْنَةٍ , ولْيَكُنْ مَجلسُه في وَسَطِ البلَدِ فَسيحًا، ويَعْدِلْ بينَ الْخَصمينِ في لَحْظِه ولَفْظِه ومَجْلِسِه ودخولِهما عليه.
و(يَنبغِي) أن يَحْضُرَ مَجْلِسَه فقهاءُ المذهَبِ ويُشاورَهم فيما يُشْكِلُ عليه.
و(يَحْرُمُ) القضاءُ وهو غَضبانُ كثيرًا , أو حاقِنٌ أو في شِدَّةِ جُوعٍ أو عَطَشٍ , أو هَمٍّ أو مَلَلٍ , أو كَسَلٍ أو نُعاسٍ ,
فلا نُوَلِّيه القضاء وإن كان عالمًا وقويًّا؛ وذلك لفِسقه، الدليل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦]، فأمر الله عز وجل أن نتبيَّن خبر الفاسق، وهذا يدل على أن خبره لا يُقبل مطلقًا؛ يعني: لا يُقبَل على سبيل الإطلاق، وإنما يُتَبَيَّن فيه، ومعلوم أن القضاء يتضمن الخبر؛ لأن القاضي يقول للمُدَّعِي والمُدَّعَى عليه: هذا حُكْم الله، فحُكْمه متضمن للخبر، فلا يُقبَل.
وأما التعليل؛ فلأن الفاسق لا يُؤْمَن أن يحيف لفِسقه، وأضرار المعاصي على القلب والاتجاه والسلوك ظاهرة جدًّا، فلا يصح أن يكون قاضيًا.