للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (يطوف مضطبعًا) ظاهره أن الاضطباع في جميع أشواط الطواف وهو كذلك، والحكمة منه إظهار القوة وفتل العضلات؛ لأن الإنسان إذا أراد أن يكون قويًّا فعل كذلك.

قال: (يبتدئ المعتمر بطواف العمرة والقارن والمفرد للقدوم)؛ لأن فعل القارن والمفرد سواء إلا أنهما يختلفان بأن القارن يحصل له نسكان، والْمُفرِد لا يحصل له إلا نسك، وبأن القارن عليه هدي والْمُفْرِد لا هدي عليه.

(فيحاذي الحجر الأسود بكله) يحاذي: أي يوازي، يوازنه تمامًا (الحجر الأسود بكله) بمعنى أنه يقف أمام الحجر الأسود مستقبلًا له تمامًا، فلو حاذاه ببعضه بأن مال إلى الجانب الأيمن لم يجزئ، لا بد أن يحاذي الحجر الأسود بكله، ولو حاذاه ببعضه من الجانب الأيسر أجزأ أو لا؟

طلبة: أجزأ.

طالب: لا يجزئ.

الشيخ: تصورتموه؟ الحجر الأسود الآن أمامه إما أن يحاذيه بكله؛ بأن يكون مقابل له تمامًا، أو ببعضه والجانب الأيمن من بدنه خارج الحجر، أو ببعضه والجانب الأيسر خارج الحجر، أيهما الذي يجزئ؟

طالب: الأول.

الشيخ: بكله يُجزئ، ببعضه والجانب الأيسر من بدنه خارج الحجر مجزئ أيضًا من باب أولى، والتحديد إلى هذا الحد في النفس منه شيء؛ لأن ظاهر كلام الصحابة رضي الله عنهم أنهم إذا حاذوه سواء كان بكل البدن، أو بالجانب الأيمن من البدن، أو بالجانب الأيسر من البدن أنه أمره سهل لكن كلام الفقهاء لا بد من هذا، وعليه فيُشكل كثيرًا -فيما سبق- كيف تكون هذه المحاذاة الدقيقة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>