وكنا نتعب في المحاذاة هذه الدقيقة، ونحتاط لا بد أن نخطو خطوات مما يلي الركن اليماني للاحتياط، وكان العامة يبدؤون من حيث يظنون أنهم حاذوا الحجر، ومعلوم أنه كلما بعد الإنسان من الكعبة شقت المحاذاة، لكن من تيسير الله عز وجل أنه بعد تبليط المطاف جُعِلت هذه العلامة، وكانت بالأول خطين بنيين والحجر بينهما، فكان في هذا خلل وضرر؛ لأن المبتدئ سوف يبتدئ من الخط الأيمن ويكون من بعد الحجر، والمنتهي ينتهي بالخط الأيسر فيُنهي الطواف قبل أن يصل إلى الحجر، وبقي الناس على هذا بُرهة من الزمن، ثم يسر الله عز وجل وغُيِّر الخطان، وجُعِل هذا الخط في قلب الحجر فكان علامة مُريحة مفيدة للطائفين ولا سيما العوام.
أما طالب العلم ممكن يتخلص بأن يحتاط ويتقدم إلى نحو الركن اليماني، ويؤدي طوافه بيقين لكن العامي مشكل، فكان -بحمد الله- هذا الخط. على أن هذا الخط الآن فيه منازعات، فبعض الناس يقول: يجب أن يُرفع؛ لأن بعض العامة إذا وصل الخط وقف، وبعض العامة إذا كان المطاف خاليًا يصلي على نفس الخط فيظنون أن هذا الخط شيء مقصود شرعًا وليس كذلك، قالوا: فمن أجل هذا يجب رفعه، فنقول: الحقيقة أن هذا لا شك أنه أمر -كما يقولون- سلبي، لكن الأمر الإيجابي أهم من هذا، وهو انضباط الناس في ابتداء الطواف وانتهائه.
أما مسألة الوقوف، فالوقوف نحن شاهدنا في الزحام وفي الفضاء ليس وقوفًا كثيرًا، وإن كان فيه زحام فالناس يدفعونهم ما يبقونهم يقفون، ثم إن هذا الوقوف مقابَل بالوقوف إذا لم يكن خط؛ لأن كل إنسان يظن أنه حاذى الحجر سوف يقف فتتعدد المواقف، ويكون هذا أشد تضييقًا وزحامًا، مثل هذا يقف قبل أن يحاذي الحجر يظن أنه حاذاه، والثاني يقف في مكانه يظن أنه حاذى الحجر، والثالث يقف بعدهم في مكان يظنه حاذى الحجر فيكون أشد إعاقة.