للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما مسألة الصلاة، فالصلاة إن كان زحامًا ما حد مصلي، ولا يقدر يصلي، وإن لم يكن زحامًا فالذين يصلون شاهدناهم قليلون، ويمكن أن يُنصحوا، المهم أن منفعته أكثر من مضرته فيما نرى، ونسأل الله تعالى أن يبقيه، وإلا فهناك معارضة قوية في أنه يزال، ولكن نرجو الله سبحانه وتعالى أن يمكنه حتى ينتفع الناس به.

على كل حال نرجع إلى كلام المؤلف، يجب أن يحاذي الحجر؟ بكل بدنه، والصواب أن هذا ليس بواجب، وأنه إذا حاذاه ولو ببعض البدن فهو كافٍ، ولا حاجة أن يحاذي بكل البدن، لكن نعم إن تيسر فهو أفضل لا شك فيحاذي الحجر الأسود.

وقوله: (الحجر الأسود) تعبير صحيح، لكن من العوام من يقول: الحجر الأسعد، فيجعل هذا الحجر من السعداء، بل أسعد السعداء؛ لأن الأسعد اسم تفضيل محلى بـ (أل) يدل على أنه لا أحد يُساميه في السعادة، وهذا من الغلو لا شك فيه، بل نقول: الحجر الأسود كما هو أسود، وإذا لقَّبناه بوصفه لم يكن في ذلك إهانة له ولا إذلال له.

(الحجر الأسود بكله، ويستلمه، ويُقبِّله فإن شق قبَّل يده، فإن شق اللمس أشار إليه) هذه مراتب، أفضل المراتب أن يستلمه ويُقبِّله؛ يعني يمسحه باليد ويُقَبِّله اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين، وقد قَبَّلَه أمير المؤمنين عمر رصي الله عنه وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، وصدق رضي الله عنه، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّلك ما قبَّلتك، إذن فتقبيلنا له تبرُّك أم تسنن؟

طلبة: تسنن.

<<  <  ج: ص:  >  >>