الإحياء مصدر: أحيا؛ أي: جعل الحياة في شيء ميت، وحياة كل شيء بحسبه، فإحياء الحيوان مستحيل على الخلق إلا بإذن الله، لو اجتمع الخلق كلهم على أن يحيوا جيفةَ حمارٍ ما استطاعوا إلا بإذن الله عز وجل؛ ولهذا كان من عيسى عليه الصلاة والسلام أن يحيي الموتى بإذن الله، بل يخرج الموتى بإذن الله، يخرجهم من أين؟ من قبورهم، ويحيي من لم يقبر؛ يقف على القبر ويقول: يا فلان، اخرج، فيخرج، ويقف على الميت ويقول: احيَ، فيحيا، لكن بإذن الله عز وجل، ويصنع من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}[آل عمران: ٤٩]، وفي قراءة:{فَيَكُونُ طَائِرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}، وطائرًا وطيرًا إذا جمعتهما صار المعنى أنه يصير طيرًا يطير.
فإذا قال قائل: كيف جاز لعيسى أن يصور التماثيل وقد توَّعد الله تعالى من صوَّر مثلما يصوره الله؟
فالجواب: أن هذا بإذن الله، والشيء لا يكون ممنوعًا ولا جائزًا إلا بإذن الله، فإذا أذن الله في الممنوع أن يكون جائزًا صار جائزًا، وإذا أذن أن يكون واجبًا صار ..