للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجل (وشِعر مُباح معلوم) هذا أيضًا الشعر، لكن اشترط المؤلف أن يكون مباحًا، شعر مباح؛ لأن الشعر منه شيء غير مباح، ومنه شيء مباح، فما كان خاليًا من الفتنة والدعوة إلى الفساد فهو مباح، وما تضمن فتنة كالتشبيب بامرأة معينة، أو التشبيب -والعياذ بالله- بالمردان، أو التشبيب بالخمر، أو ما أشبه ذلك والحث عليه، فهذا محرم، لا يجوز أن يُعلِّمها شعرًا من هذا النوع؛ لأن الله يقول: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢].

الشِّعر، أصل الشعر هو جائز ولَّا حرام؟ أصله من حيث هو؟

طالب: جائز.

الشيخ: جائز، أصله جائز، وإن كان الأكثر على الشعراء عدم الاستقامة لكن هو في الأصل جائز، قال الله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الشعراء: ٢٢٤ - ٢٢٧] وكم من قصيدة كانت أبياتها أشد من السهام بالنسبة للأعداء، وكم من قصيدة صار البيت الواحد منها يساوي مئات الدنانير، يقال: إن هناك قبيلة تسمى (أنف الناقة)، بمجرد ما تسمع الإنسان يشمئز من اسمها مناخر البعير، لا شك أنك تتقذى من هذا، فقال فيهم رجل من الشعراء:

قَوْمٌ هُمُ الْأَنْفُ وَالْأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ

وَمَنْ يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا

ويش صاروا؟

طالب: اشمخت رؤوسهم.

الشيخ: اشمخت رؤوسهم نعم، علت رؤوسهم، فكم من كلمة أو بيت في الشعر يرفع أمة أو ينزل أمة؛ ولهذا له مكانة الشعر في صدر الإسلام وفيما بعده أيضًا، ولكن المراد بالشعر الشعر الحقيقي الذي يأخذ بالمشاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>