للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنقول: الجواب: أن هذا ليس كالخطاب المعتاد الذي يقوله الإنسان حين يمر بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لقوة استحضاره كأنه أمامه، فيقول: (السلام عليك أيها النبي).

ومن المعلوم أنك إذا قلت: (السلام عليك أيها النبي) بمجرد ما تلفظ بها تبلغ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

من يبلغها؟ الملائكة تبلغها إياه بأبي هو وأمي، طيب، من أجل ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات كنا نقول: السلام على النبي. فهل نحن نقول كما قال ابن مسعود؟

لا، هذا اجتهاد من ابن مسعود لكنه ليس بصواب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أمته التشهد، ولم يقل: تشهدوا بهذا ما دمت حيًّا، فإذا مت فقولوا: السلام على النبي، ولأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو أفقه من ابن مسعود وأعلم من ابن مسعود، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: «إِنْ يَكُنْ فِيكُمْ مُحَدَّثُونَ فَعُمَرُ» قال على منبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مالك في موطئه بإسناد من أصح الأسانيد، قال وهو يعلم الناس التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، قالها على ملأ من الصحابة، ولم يقم واحد منهم فيقول: يا أمير المؤمنين، كنا نقول كذا وكذا. فلذلك كان الصواب ما عليه عامة الأمة أن تقول: (السلام عليك أيها النبي).

<<  <  ج: ص:  >  >>