كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الثاني: في الجهاد وما يتعلق به - الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد - ج: 3 - ص: 78

ويأتي تفسيره المجرسة (١) وهي بالجيم وراء وسين مهملتين.

قوله: "ورويَ مدرنة" أي: بالنون عوضاً عن الموحدة، إلا أني لم أجده في النهاية (٢)، ولا "القاموس" (٣)، ولا في غريب "الجامع" (٤) بهذا المعنى.

و [أما] (٥) ما في حديث (٦) الزكاة "ولا يعطي الدرنة" (٧) فالمراد بها الجرباء ولا يناسب هنا.

وعلى أنه ليس في رواية "الجامع" (٨) هذا اللفظ فلا أدري من أين أتى به "المصنف" والذي فيه "مدربة" بالموحدة.

قال: وعند أبي داود (٩) مجرسة، وقد تصحف "منوقة" من النون إلى المثناة الفوقية، قال الحرمي (١٠): إنما هي منوقة بالنون وهي التي قد ريضت وأدبت.

قوله: "ونذروا بها" بكسر المعجمة، أي: علموا، وفيه دليل على جواز سفر المرأة وحدها للضرورة كالهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، وكالهرب ممن يريد منها فاحشة، فالنهي عن سفرها وحدها محمول على غير حال الضرورة.

---

(١) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٢٥٥)، وانظر: "الفائق" للزمخشري (٢/ ١٧٢).
(٢) انظر: (١/ ٥٦٢).
(٣) "القاموس المحيط" (ص ١٥٤٣).
(٤) (٢/ ٦٣٠).
(٥) زيادة من (أ).
(٦) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (١٥٨٢) من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري. وهو حديث صحيح.
(٧) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٥٦٦).
(٨) (٢/ ٦٣٨).
(٩) في "السنن" رقم (٣٣١٦).
(١٠) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٨٠٥)، "الفائق" للزمخشري (٤/ ٣٠).