للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عبد البر (١): واعتذر عن شهوده صفين، وأقسم أنه لم يَرْم فيها برمح ولا سهم، وإنما شهدها لعزيمة أبيه عليه في ذلك، وقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أطع أباك" (٢)، وساق بسنده إلى أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو أنه كان يقول: "مالي ولصفين مالٍ ولقتال المسلمين! والله لوددت أني متُّ قبل هذا بعشر سنين - ثم يقول -: أما والله ما ضربتُ فيها بسيف لا طعنتُ فيها برمح، ولا رميت بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئاً منها، واستغفر الله من ذلك وأتوب إليه". وأسنده من وجه آخر.

واختلف في وفاته قال ابن حنبل: مات ليالي الحرَّة [٢١/ أ] في ولاية يزيد، وكان الحرَّة يوم الأربعاء لليلتين [٥٥/ ب] بقيتا من ذي الحجة سنة (٦٣) وفيه أقوال غير هذا، ثم في محل وفاته قيل: بالطائف، وقيل: بمصر، وقيل: بمكة، وقيل: بأرضه من فلسطين.

قوله: "والمهاجر من هجر [ما] (٣) نهى الله عنه" قال الحافظ في "الفتح" (٤): هذه الهجرة ضربان: باطنة، وظاهرة، فالباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان، والظاهرة الفرار بالدين من الفتن.

قوله: "الخمسة إلا الترمذي".

أقول: بل وإلا مسلماً فإنه لم يخرجه (٥). قال الحافظ في "الفتح" (٦) بعد سرده وشرحه: هذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم. انتهى.


(١) في "الاستيعاب" (ص ٤٢٢).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٦٤) من حديث عبد الله بن عمر، وسنده حسن.
(٣) في المخطوط (ب): "من".
(٤) في "فتح الباري" (١/ ٥٤).
(٥) قلت: بل اقتصر على شطره الأول.
(٦) في "فتح الباري" (١/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>