للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"جَوْفُ اللَّيْلِ": المراد به الأوقات التي يخلو الإنسان فيها بربه في أثناء الليل، "وَدُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ" وراؤه وعَقِبُهُ، والمراد بعد الفراغ من الصلوات.

قوله: "في حديث أبي أمامة: جوف الليل الآخر" في "النهاية" (١): أي ثلثه الآخر، وهو الجزء الخامس من أسداس الليل. انتهى. وفسره المصنف بما ترى.

قوله: "بعد الفراغ من الصلوات" ظاهره بعد الخروج منها، وقال بعض العلماء: دبر الحيوان فيه، فالمراد هنا: قبل الخروج منها في آخر التشهد، وقد ثبت فيه حديث: "وليتخير من الدعاء ما شاء" (٢) أي: بعد التشهد قبل الخروج من الصلاة بالسلام. والمصنف فسره: بعد الفراغ منها.

وترجم البخاري (٣) بقوله: باب الدعاء بعد الصلاة، قال الحافظ (٤): أي المكتوبة. وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يشرع، متمسكاً بما أخرجه مسلم (٥) عن عائشة: كان رسول الله [٣٩٣ ب]- صلى الله عليه وسلم -[لم يقعد] (٦) إلا قدر ما يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".


(١) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣١٠).
وانظر: "الفائق" للزمخشري (٢/ ١٩٦)، "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٣٩).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٨٢)، والبخاري رقم (٨٣١)، ومسلم رقم (٥٨/ ٤٠٢)، وأبو داود رقم (٩٦٨)، وابن ماجه رقم (٨٩٩)، والنسائي في "الكبرى" رقم (١٢٠١) كلهم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٣) في صحيحه (١١/ ١٣٢ الباب رقم ١٨ - مع الفتح).
(٤) في "فتح الباري" (١١/ ١٣٣).
(٥) في صحيحه رقم (٥٩٢).
وأخرجه أحمد (٦/ ٦٢، ١٨٤، ٢٣٥)، والترمذي في "السنن" (٢٩٨) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه رقم (٩٢٤). وهو حديث صحيح.
(٦) في (أ، ب): "لا يقف"، وما أثبتناه ومن مصادر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>