للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوم والموت ولا يعرفون ذلك فيهما، بل وصف لهم الجنة ونعيمها وأخبرهم رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب" (١) وهذا شيء كثير.

وأما الفائدة في ذلك: فليعرف في وصفه بالعلم والقدرة بأن له الكمال الذي تثبتونه أنتم للمخلوقين من العالم والقادر، ولكنه علم غير العلم الذي تثبتونه كما ذكرناه، وقادر قدرة غير ما تعرفونها [٤٢١ ب] فإنه بقدرته أمسك السماوات والأرض أن تزولا، ويوضحه حديث: "إن قيراط ربنا مثل أحد" (٢)، وقول ابن عباس: "قليل لقيراط ربنا أن يكون كأحد".

وبالجملة: فكل أمر وصف به (٣) تعالى أو أضيف إليه فهو فوق ما تتخيله الأوهام وتحوم حوله الأفهام، فمعاني صفاته إنما تفسر بالتقريب وضرب الأمثال، فهذا الذي ستسمعه


(١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله - عز وجل -: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرءوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ١٧] ".
[أخرجه البخاري رقم (٣٢٤٤)، ومسلم رقم (٢٨٢٤)، والترمذي رقم (٣١٩٧)، والنسائي في "الكبرى" رقم (١١٠٨٥)].
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٨)، ومسلم رقم (٩٤٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٤١٣)، وفي شعب الإيمان رقم (٩٢٤٤)، كلهم من حديث ثوبان.
وهو حديث صحيح.
(٣) وإليك بعض القواعد العامة في الصفات:
القاعدة الأولى:
"إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل". لأن الله أعلم بنفسه من غيره، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بربه.
انظر: "مجموع فتاوى" (٣/ ٣)، (٤/ ١٨٢)، (٥/ ٢٦ - ٢٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>