للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "هو" هذا ضمير (١) الشأن على الشأن العظيم هو الله ... إلى آخره، وهو مثل ضمير: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} (٢).

"الله" (٣) هذا هو الاسم للموجود الحق، الجامع لصفات الإلهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوجود الحقيقي، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته، وإنما استحق الوجود منه.

قال الغزالي: إن هذا الاسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين؛ لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها حتى لا يشذ منها شيء، وسائر الأسماء إنما تدل آحادها على آحاد المعاني من علم أو قدرة أو فعل أو غيره، ولأنه أخص الأسماء، إذ لا يطلقه أحد على غيره، لا حقيقة ولا مجاز. وسائر الأسماء قد يسمى بها غيره؛ كالقادر والعليم والرحيم، فلهذين الوجهين يشبه أن يكون هذا الاسم أعظم الأسماء.

فائدة: يتخلق من هذا الاسم بالتأله وأعني به: أن يكون مستغرق القلب والهم بالله، ولا يرى غيره، ولا يلتفت إلى سواه [٤٢٣ ب] ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه، وكيف لا يكون ذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي الحق، وكل ما سواه فإنه هالك باطل، فيرى نفسه أول هالك وباطل كما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال: "أصدق شعر قاله شاعر قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل".

قوله: "الرحمن الرحيم" فسراه بما تراه، وفسره غيرهما: هما اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة تستدعي مرحوماً، ولا مرحوم إلا وهو محتاج، والرحمة التامة إفاضة الخير على


(١) انظر موسوعة: "له الأسماء الحسنى" (٢/ ١٥ - ٢٠)، "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ١٠٧ - ١٠٩).
(٢) سورة الإخلاص: ١.
(٣) انظر: "تفسير السعدي" (٥/ ٢٩٨)، "مدارج السالكين" (١/ ٣٤)، "بدائع الفوائد" (١/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>