للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحتاجين وإرادته لهم عناية بهم، والرحمة العامة [هي] (١) التي تناول المستحق وغير المستحق، ورحمته (٢) تعالى تامة وعامة.

أما إتمامها؛ فمن حيث أراد قضاء حاجات المحتاجين وقضاءها.

وأما عمومها؛ فلشمولها المستحق وغيره، وعم الدنيا والآخرة وتناول الضروريات والحاجيات والمزايا الخارجة عنها، فهو تعالى الرحيم المطلق.

واعلم أن الرحمن أخص (٣) من الرحيم، ولذلك لا يسمى به غير الله، والرحيم قد يطلق على غيره، فهو من هذا الوجه قريب من اسم الله الجاري مجرى العلم، وإن كان هذا مشتقاً من الرحمة قطعاً [٢٧٠/ أ] ولذا سوى الله بينهما في قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} (٤)، فالرحمن العطوف على عباده بما لا نحصيه من أياديه.

فائدة: حظ العبد من هذين الاسمين أن يرحم عباد الله الغافلين، فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى الله بالوعظ والنصح وبطريق اللطف دون العنف (٥)، وأن لا يدع فاقة لمحتاج إلا سدها بقدر طاقته، ولا يترك فقيراً إلا يسعى في تعهده بماله أو [٤٢٤ ب] بجاهه، فإن عجز عن ذلك أعانه بالدعاء له.


(١) زيادة من (أ).
(٢) "مجموع فتاوى" (٦/ ٦٨)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" للقرطبي (٦٧١ هـ)، (١/ ٧٧ - ٨٠).
(٣) انظر: "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (١/ ٦٢ - ٦٣)، موسوعة "له الأسماء الحسنى" (١/ ٢٨ - ٢٩).
(٤) سورة الإسراء: ١١٠.
(٥) ثم قال الغزالي: وأن ينظر إلى العاصين بعين الرحمة، لا بعين الإيذاء، أو الازدراء، وأن ينظر إلى كل معصية تقع من غيره كأنها تقع من نفسه، فلا يألو جهداً في إزالتها قدر طاقته إشفاقاً على ذلك العاصي أن يتعرض لغضب الله وسخطه، فيستحق البعد عن جوار ربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>