للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ووضعوها] (١) إلى ما هو نقص في حقهم مثل: جهلهم وعجزهم، وعماهم وصممهم وخرسهم، فوضعوا [٢٧١/ أ] بإزاء هذه المعاني هذه الألفاظ، ثم كان غايتهم في الثناء على الله [تعالى أن وصفوه بما هو من أوصاف كلامهم] (٢) من علم وقدرة وسمع وبصر وتكلم، [وإن نضوا] (٣) عنه ما هو صفات [٤٢٧ ب] بعضهم، والله تعالى منزه عن أوصاف كمالهم، كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة تتصورها للخلق فهو مقدس عنها وعما يشبهها ويماثلها، ولولا ورود الرخصة والإذن بإطلاقها لم يجز إطلاقها عليه. انتهى.

قلت: حاصله أنه ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته.

قوله: "السَّلام" (٤) فسراه بما تراه، وقال غيرهما: هو الذي سلم ذاته عن العيوب، وصفاته عن النقص، وأفعاله عن الشر، حتى إذا كان كذلك لم يكن في الوجود سلامة إلا


(١) سقطت من (أ، ب)، وأثبتناه من "المقصد الأسنى".
(٢) في (أ، ب): "في وصفه إن وصفوه بما هو صفة كمالهم"، وما أثبتناه من "المقصد الأسنى".
(٣) في (أ، ب) غير مقروءة، وما أثبتناه من "المقصد الأسنى".
(٤) السلام: يوصف الله - عز وجل - بأنه السلام، وهو اسم له ثابت بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب: قال تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: ٢٣].
الدليل من السنة: ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٥٩١) عن ثوبان - رضي الله عنه -: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ... ".
قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٤١): السلام في صفة الله سبحانه هو الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل آفة ونقص يلحق المخلوقين، وقيل: الذي سلم الخلق من ظلمه.
وقال السعدي في تفسيره (٥/ ٣٠٠): القدوس السلام، أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها، وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المنزه عن جميع العيوب، والمنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال.
وقال البيهقي في "الاعتقاد" (ص ٥٥): السلام: هو الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل آفة، وهذه صفة يستحقها بذاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>