للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة (١): كل عبد سلم قلبه من الغش والحقد والحسد، [وسلم قلبه من] (٢) إرادة الشر، [وسلمت] (٣) عن الآثام والمحظورات جوارحه، وسلمت عن الانتكاس والانعكاس صفاته - فهو الذي يأتي الله بقلب سليم، وهو السلام من العباد والقريب في وصفه من السلام المطلق. قال: وأعني بالانتكاس في صفاته أن يكون عقله أسير شهوته وغضبه، إذ الحق عكسه؛ وهو أن تكون الشهوة والغضب أسير العقل وطوعه، فإذا انعكس فقد انتكس، ولا سلامة حيث يصير الأمير مأموراً، والملك عبداً، ولن يوصف بالسلام والإسلام إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده، فكيف يوصف به من لم يسلم [هو] (٤) من نفسه؟!

قوله: "المؤمن" (٥) فسراه بما ترى.


(١) فيها يشير الغزالي إلى من يستحق من العباد أن يوصف بصفة السلام. وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ٧٣ - ٧٤).
(٢) سقطت من (أ، ب).
(٣) في (أ، ب): "وسلم". وما أثبتناه من "المقصود الأسنى".
(٤) زيادة من (أ).
(٥) يوصف الله - عز وجل - بأنه المؤمن، وهو اسم له ثابت بالكتاب.
الدليل: قوله تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: ٢٣].
قال ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص ٩): "ومن صفاته (المؤمن)، وأصل الإيمان: التصديق ... فالعبد مؤمن؛ أي: مصدق محقق، والله مؤمن؛ أي: مصدق ما وعده ومحققه، أو قابل إيمانه.
وقد يكون (المؤمن) من الأمان؛ أي: لا يأمن إلا من أمَّنه الله ...
... وهذه الصفة من صفات الله جل وعز لا تتصرف تصرف غيرها، لا يقال: أمن الله؛ كما يقال: تقدس الله، ولا يقال: يؤمن الله؛ كما يقال: يتقدس الله ... وإنما ننتهي في صفاته إلى حيث انتهى، فإن كان قد جاء من هذا شيء عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله عن الأئمة؛ جاز أن يطلق كما أطلق غيره". اهـ =

<<  <  ج: ص:  >  >>