للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الوَهَّاب" (١) في القرآن: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨)} (٢) وفسراه بما تراه، وقال الغزالي (٣): الهبة هي العطية الخالية من الأعواض (٤)، فإذا كثرت العطايا بهذه الصفة سمي صاحبها جواداً ووهَّاباً، ولن يتصور الجود والهبة حقيقة إلا من الله تعالى، فهو الذي لا يعطي كل محتاج ما يحتاج إليه لا لعوض ولا لغرض عاجل أو آجل، ومن وهب [و] (٥) له في هبته غرض عاجل أو آجل من ثناء أو مدح أو مودة أو نحو ذلك، فهو مقابل معتاض وليس بواهب ولا جواد، وإنما الجود الحق هو الذي تفيض منه الفوائد على المستفيد لا لغرض (٦) يعود إليه. انتهى.


(١) يوصف الله - عز وجل - بأنه الوهاب، يهب ما يشاء لمن يشاء كيف شاء، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وهي صفة فعلية، والوهاب من أسمائه تعالى.
انظر: "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٢٣١ - ٢٣٢).
(٢) سورة آل عمران: ٨.
(٣) في "المقصد الأسنى".
(٤) والأغراض، فإذا كثرت سمي صاحبها وهّاباً، وهو من أبنية المبالغة. قاله ابن منظور في "لسان العرب".
وانظر: "شأن الدعاء" للخطابي (ص ٥٣ - ٥٤).
(٥) سقطت من (ب).
(٦) قال أبو القاسم الزجاجي في "اشتقاق أسماء الله" ص (١٢٦): "الوهاب: الكثير الهبة والعطية، وفعَّال في كلام العرب للمبالغة؛ فالله - عز وجل - وهَّاب، يهب لعباده واحداً بعد واحد ويعطيهم، فجاءت الصفة على فعَّال لكثرة ذلك وتردده، والهبة: الإعطاء تفضلاً وابتداءً من غير استحقاق ولا مكافأة" اهـ.
وانظر: "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٢٣٢ - ٢٣٣)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" للقرطبي (١/ ٣٩٧ - ٣٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>