وقد اختلف في معنى الصمد على أقوال كثيرة، منها: ١ - قال مجاهد: "الصمد" المصمت الذي لا جوف له. ٢ - قال الحسن: "الصمد" الذي لا جوف له، وعن عكرمة مثله. ٣ - وقال الشعبي: "الصمد" الذي لا يطعم الطعام. وقال: الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب. ٤ - قال عكرمة: "الصمد" الذي لم يخرج منه شيء، ولم يلد ولم يولد. وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده. وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنى. كلها أخرجا ابن جرير بأسانيد صحيحة. انظر ذلك مفصلاً في "مجموع فتاوى" (١٧/ ٢١٩ - ٢٢٥)، "جامع البيان" (٣٠/ ٢٢٠ - ٢٢٥). وقال أبو عبيدة: "الله الصمد" هو الذي يُصمد إليه، ليس فوقه أحد. والعرب كذلك تسمي أشرافها. "مجاز القرآن" (٢/ ٣١٦). وقال الزجاج في "تفسيره لأسماء الله" (ص ٥٨): وأصحُّه أنه السيد المصمود إليه في الحوائج. وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٥٨): "الصمد" هو السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج والنوازل، وأصل الصمد: القصد، ويقال للرجل: اصمد صَمْدَ فلان، أي: اقصد قصده، وجاء في التفسير: أن الصمد الذي قد انتهى سؤدده. وقيل: الصمد: الدائم. وقيل: الباقي بعد فناء الخلق. وأصح هذه الوجوه ما شهد له معنى الاشتقاق، والله أعلم. (١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٤٢).