للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جعله الله تعالى مقصد عباده في مهمات دينهم ودنياهم، وأجرى على يده ولسانه حوائج خلقه، فقد أنعم عليه بحظ من معنى هذا الاسم. لكن الصمد المطلق هو الذي يقصد إليه في جميع الحوائج وهو الله - سبحانه وتعالى -.

قوله: "القَادِر (١) المقتَدِر":


(١) القدرة صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، ومن أسمائه تعالي: (القادر)، و (القدير)، و (المقتدر).
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)} [البقرة: ٢٠].
وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا (٦٥)} [الأنعام: ٦٥].
وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} [القمر: ٥٤ - ٥٥].
الدليل من السنة:
ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٢٠٢) من حديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - وفيه: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر".
وما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١٦٥٩) من حديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - لما ضرب غلامه؛ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اعلم أبا مسعود! إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام".
وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٨٥): ووصف الله نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور، وقد يكون القادر بمعنى المقدّر للشيء، يقال: قدَّرْتُ الشيء وقدَرْتُه بمعنى واحد، كقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣)} [المرسلات: ٢٣].
وقال في "شأن الدعاء" (ص ٨٦): المقتدر: هو التام القدرة، الذي لا يمتنع عليه شيء، ولا يحتجز عنه بمنعة وقوة، ووزنه مفتعل من القدرة، إلا أن الاقتدار أبلغ وأعم؛ لأنه يقتضي الإطلاق، والقدرة قد يدخلها نوع من التضمين بالمقدور عليه، قال الله سبحانه: {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} [القمر: ٥٥] أي: قادر على ما يشاء.
انظر: "الاعتقاد" للبيهقي (ص ٦٣)، "مجموع فتاوى" (٨/ ٧)، "تفسير السعدي" (٥/ ٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>