للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناهما (١) ذو القوة، لكن المقتدر أكثر مبالغة. والقدرة: عبارة عن المعنى الذي يوجد الشيء متقدراً بتقدير الإرادة والعلم، واقعاً على وفقهما.

والقادر هو الذي إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن يشاء لا محالة؛ فإن الله قادر على إقامة القيامة الآن، لكنه أخرها لما جرى في سابق علمه من تقدير أجلها ووقتها وذلك لا يقدح في القدرة.

والقادر المطلق هو الذي يخترع كل موجود اختراعاً ينفرد به ويستغني فيه عن معاونة غيره وهو الله تعالى، وأما العبد [فإن قدرته في الجملة ولكنها ناقصة] (٢) إذ لا يتناول إلا بعض الممكنات، ولا يصلح للاختراع، بل الله تعالى هو المخترع لمقدورات العبد بواسطة قدرته مهما هيأ جميع أسباب الوجود لمقدوره.

قوله: "المقَدِّمُ (٣) المؤَخِّر" [٢٨٢/ أ]:


(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٤٣).
(٢) كذا في العبارة في المخطوط (أ. ب) وهي مضطربة. ونصها من "المقصد الأسنى": " ... فله قدرة على الجملة لكنها ناقصة ... ".
(٣) التقديم والتأخير صفتان من صفات الذات والأفعال لله - عز وجل - ثابتتان بالكتاب والسنة، والمقدِّم والمؤَخِّر اسمان لله تعالى.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (٤٢)} [إبراهيم: ٤٢].
وقوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا (١١)} [المنافقون: ١١].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (١١٢٠)، ومسلم رقم (٧٦٩) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وفيه: " ... أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت ... ". =

<<  <  ج: ص:  >  >>