كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

كتاب: الزهد والفقر - الفصل الثاني: فيما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عليه من الفقر - ج: 4 - ص: 582

هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم، ألم يصح لك جسدك، ويروك من الماء البارد".

وأخرج ابن جرير (١) عن ثابت البناني عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "النعيم المسئول عنه يوم القيامة كسرة تقوِّيه, وماء يُرويه, وثوبُ يُوَاريه"، وهذا حديث مرسل.

وقد عارضه مرسل مثله وهو ما أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"، والديلمي عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث لا يحاسب بهن العبد: ظل خُصٍّ يستظل به، وكسرة يشد بها صلبه, وثوب يواري به عورته" (٢).

وأخرج أحمد في "الزهد" والطيالسي عن عثمان بن عفان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل شيء سوى ظل بيت وجلف الخبز، وثوب يواري عورته، والماء، فما فضل عن هذا، فليس لابن آدم فيه حق" (٣).

٨ - وعن عتبة بن غزوان - رضي الله عنه - قال: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وما لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الحُبْلَةِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا. أخرجه مسلم (٤). [صحيح]

---

= وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (٢٤/ ٦٠٩)، والبغوي في تفسيره (٨/ ٥١٩)، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٣٨)، وابن حبان في "صحيحه" رقم (٧٣٦٤)، والترمذي رقم (٣٣٥٨).
وهو حديث صحيح.
(١) في "جامع البيان" (٢٤/ ٦٠٩).
(٢) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (٢٤/ ٦١٠ - ٦١١).
وأحمد في كتاب "الورع" (ص ١٨٨)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٦١٩)، لا لعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد".
(٣) انظر "الدر المنثور" (٨/ ٦١٩).
(٤) في "صحيحه" رقم (٢٩٦٧).