للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوحي" قيل: وبه يعرف أن العمل وقع بالوحي لا بمجرد الرؤيا من الصحابة.

قال السهيلي (١): وقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع الأذان ليلة الإسراء فوق سبع سموات. أخرجه البزار (٢) وهو أقوى من الوحي، وإنما تأخر حتى أعلم الناس به على غير لسانه للتنويه به، ورفع ذكره بلسان غيره؛ ليكون أقوى لأمره وأفخم لشأنه.

قوله: "فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به" أقول: كانت مساجد المدينة تسعة [مع] (٣) مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يصلون بأذان بلال. كذا قال بكر بن عبد الله بن الأشج فيما روى عنه أبو داود في "مراسيله" (٤) والدارقطني (٥) في "سننه" [٤١٢ ب] فمنها مسجد رابَح، ومسجد بني عبد الأشهل، ومنها مسجد بني [عمرو بن مبذول] (٦) ومسجد جهينة وأسلم، وأحسبه قال: ومسجد بني سلمة. وسائرها مذكورة في السنن، انتهى.

قوله: "فأقم أنت" أقول: قد عارضه "ومن أذن فهو يقيم" أخرجه أبو داود (٧) في قصة الصدائي. وأجيب بأنه حديث ضعيف؛ لأنه لا يعرف إلا من رواية الأفريقي، والأفريقي ضعيف عند أهل الحديث. قاله الترمذي (٨).


(١) انظر: "الروض الأنف" (٢/ ٢٥٣).
(٢) في "مسنده" (١/ ١٧٨ - ١٧٩ رقم ٣٥٢ - كشف).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٣٢٩)، وقال: رواه البزار، وفيه زياد بن المنذر، وهو مجمع على ضعفه.
(٣) في (ب): إلا.
(٤) (ص ١٢١ - ١٢٢ رقم ١٥).
(٥) (٢/ ٨٥)، وهو مرسل حسن، والله أعلم.
(٦) في (أ): عمرو، وفي (ب): عمر. وما أثبتناه من "مراسيل أبي داود".
(٧) في "السنن" رقم (٥١٤)، وهو حديث ضعيف.
(٨) في "السنن" (١/ ٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>