للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وعنه": أي: ابن مسعود.

قوله: "قال: لما وقعت": لفظه في "الجامع" (١) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو حديث مرفوع، والمصنف ذكره موقوفاً على ابن مسعود.

قوله: "نهتهم علماؤهم".

فيه: أنَّ النهي يقوم به العلماء، فإنَّ العالم هو خليفة الرسول، والرسل إنما بعثت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولأن العلماء هم الذين يعرفون المنكر، ويعلمون المعروف؛ ولأنهم الذين يتأتى لهم الإنكار [....] (٢) بالإتيان بالقول اللين أولاً، ثم بالأغلظ، ولذا خصهم بقوله: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (٦٣)} (٣). فالعلماء هم الذين يخاطبون بإصلاح الناس، فإذا فسدوا وأعرضوا عما به أمروا [....] (٤) محتاجين إلى من يصلحهم، ولذا قيل:

يا علماء السوء يا ملح البلد ... ما يصلح الملح إذا الملح فسد

ولسنا نريد بالعلماء الأئمة المجتهدين، بل كل من علم أن هذا الشيء منكر يُنهى عنه، وأنَّ هذا معروف يُؤمر به، وإن كان من يأمره وينهاه أعرف منه سيما بسأله عن وجه تركه المعروف وفعله المنكر تدرجاً إلى نهيه وأمره.


(١) في "جامع الأصول" (١/ ٣٢٧ رقم ١٠٩).
(٢) كلمة غير مقروءة في المخطوط.
(٣) سورة المائدة: (٦٣).
(٤) كلمة غير مقروءة في المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>