للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية سفيان بن حسين (١): "خشيت أن يكتب عليكم قيام هذا الشهر" فعلى هذا يرتفع الإشكال؛ لأن قيام رمضان لا يتكرر كل يوم، بل في السنة، ولا يكون ذلك قدراً زائداً على الخمس.

وأقوى (٢) هذه الثلاثة الأجوبة في نظري: الأول، والله أعلم بالصواب. انتهى.

قلت: والأقوى في نظري جواب الكرماني (٣) وهو جواب البرماوي؛ أن ذلك في جانب النقص؛ لأنه الذي دار فيه حديث الإسراء.

وأما تعقب الحافظ فهو تعقب (٤) بارد؛ لأن التضعيف في ثواب الخمس لا ينافي افتراض غيرها.

الخامس: حديث (أبي هريرة):

٥ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ فِي رَمَضَانَ، وَهُمْ يُصَلُّونَ في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَقَالَ: "مَا هَؤُلاَءِ؟ ". قِيلَ: أُنَاسٌ لَيْسَ مَعَهُمْ قُرْآنٌ. وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه - يُصَلِّي بِهِمْ، فقَالَ: "أَصَابُوا، وَنِعْمَ مَا صَنَعُوا". أخرجه أبو داود (٥)، وقال (٦): هذا الحديث ليس بالقوي. [ضعيف]

ومعناه واضح.


(١) ذكرها الحافظ في "الفتح" (٣/ ١٤).
(٢) قاله ابن حجر في "الفتح" (٣/ ١٤).
(٣) في شرحه لـ "صحيح البخاري" (٦/ ١٨٩)، (١٠/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٤) رحم الله الشارح، فقد قال ابن حجر في "الفتح" (٣/ ١٤) بعد التعقب. والله أعلم بالصواب، نسأل الله له الرحمة وحسن الثواب في الآخرة.
(٥) في "السنن" رقم (١٣٧٧)، وهو حديث ضعيف.
(٦) في "السنن" (٢/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>