للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "آيتان" أي: علامتان للدلالة على وحدانية الله وعظيم قدرته، أو على تخويف العباد من بأسه وسطوته، ويؤيده: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)} (١).

وقد عقد البخاري (٢) باباً لذلك فقال: باب يخوّف الله - عز وجل - عباده بالكسوف، قاله أبو موسى (٣). انتهى.

يريد الإشارة إلى حديث أبي موسى الذي رواه هو -أي: البخاري (٤) - ورواه مسلم (٥) بلفظ: قال أبو موسى: خسفت الشمس في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد، وذكر صلاته - صلى الله عليه وسلم - ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله - عز وجل - يرسلها يخوّف بها عباده, فإذا رأيتم. شيئاً منها فافزعوا إلى ذكره ودعاءه واستغفاره". انتهى.

قوله: "يخوّف الله بهما عباده" قال الحافظ في "الفتح" (٦): فيه ردٌ على من يزعم من أهل الهيئة أن الكسوف أمر عادي لا يتأخر ولا يتقدم، إذ لو كان [٣٠٦ ب] كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف، ويصير بمنزلة الجزر والمد في البحر.

وقد رد ذلك عليهم ابن العربي (٧) وغير واحد من أهل العلم بما في حديث أبي موسى، حيث قال: (فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة).


(١) سورة الإسراء الآية (٥٩).
(٢) في "صحيحه" (٢/ ٥٣٦ الباب رقم ٦ - مع الفتح).
(٣) عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) في "صحيحه" رقم (١٠٥٩).
(٥) في "صحيحه" رقم (٢٤/ ٩١٢).
(٦) (٢/ ٥٢٧).
(٧) في "عارضة الأحوذي" (٣/ ٣٧ - ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>