للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما صفة اليدين في ذلك، بما رواه مسلم (١) من رواية ثابت عن أنس قال: "أن رسول الله صلى الله عليه [٣١١ ب] وآله وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء".

ولأبي داود (٢) من حديث أنس: "كان يستسقي هكذا، ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتى رأينا بياض إبطيه".

قال النووي (٣): قال العلماء: السنة في كل دعاء لرفع بلاءً أن يرفع يديه جاعلاً ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل بطن كله إلى السماء. انتهى.

ولم يذكر في هذه الرواية رفع الناس أيديهم مع الإِمام، وترجم (٤) له باب: رفع الناس أيديهم مع الإِمام في الاستسقاء.

قوله: "ثم حوّل إلى الناس ظهره وحوّل رداءه" ترجم له البخاري (٥)، باب: كيف حوّل النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهره إلى الناس.

وقوله: "وحوّل رداءه" قال ابن العربي (٦): الحكمة فيه أنه علامة بينه وبين ربه، قيل له: حوّل رداءك ليتحول حالك، وتعقب بأنه يحتاج إلى نقل.

وقال غيره (٧): الحكمة فيه التفاؤل بتحويل الحال عمَّا هي عليه. انتهى.


(١) في "صحيحه" رقم (٦/ ٨٩٥).
(٢) في "السنن" (١١٧١)، وهو حديث صحيح.
(٣) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٦/ ١٨٨)، وذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥١٨).
(٤) أي: البخاري في "صحيحه" (٢/ ٥١٦ الباب رقم ٢١ - مع الفتح).
(٥) في "صحيحه" (٢/ ٥١٤ الباب رقم ١٧ - مع الفتح).
(٦) في "عارضة الأحوذي" (٣/ ٣٣).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٩٩) وعزاه للمهلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>