للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فلُوَّه" بزنة عَدوّ المهر ضرب به المثل؛ لأنَّه يزيد زيادة بينة؛ ولأنَّ الصدقة نتاج العمل، وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيماً، فإذا أحسن التربية له انتهى إلى حد الكمال.

قوله: "أخرجه الستة إلاَّ أبا داود".

قلت: وأخرج الترمذي (١) من حديث أبي هريرة أنَّه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره, حتى أنَّ اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} (٢)، {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (٣) ". قال (٤) أبو عيسى: هذا حديث صحيح.

قلت: إلاَّ أنَّه قال العراقي: فيه تخليط من بعض الرواة، والصواب (٥): {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ} (٦).

قال أبو عيسى (٧): قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: هذا من الروايات في الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا، قالوا: ثبتت الروايات في هذا ونؤمن بها، ولا يتوهم، ولا يقال: كيف؟ هكذا روي عن مالك بن أنس


(١) في "السنن" رقم (٦٦٢)، وهو حديث صحيح لغيره.
(٢) سورة الشورى الآية: (٢٥).
(٣) سورة البقرة الآية: (٢٧٦).
(٤) في "السنن" (٣/ ٥٠).
(٥) وهو كما قال.
(٦) سورة التوبة الآية: ١٠٤.
(٧) في "السنن" (٣/ ٥٠ - ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>