للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى "بَجَّحَنِي" بتشديد الجيم.

"فَبَجَحْتُ" (١) بكسر الجيم وفتحها، والفتح أفصح. أي: فرحني ففرحت وعظمني فعظُمت عندي نفسي.

وقولها: "وَجَدَنِي في أَهْلِ غُنيمةً" بضم الغين تصغير الغنم، أرادت أهلها كانوا أصحاب غنم لا أصحاب خيل وإبل؛ لأن الصهيل أصوات الخيل، والأطيط (٢) أصوات الإبل، وحنينها، والعرب إنما تعتد بأصحابها لا بأصحاب الغنم.

وقولها "بِشِقٍّ" بكسر الشين وفتحها. قال أبو عبيد (٣): هو بالفتح والمحدثون يكسرونه يعني: يشق جبل، أي: ناحيته لقلتهم وقلة غنمهم.

وقولها: "ودائسٍ" هو الذي يدوس الزرع في بيدرة.

"ومُنَقٍّ" بضم أوله وفتح ثانيه على المشهور، وقد يكسر، وتشديد القاف، والمراد به بالفتح (٤) عند الجمهور الذي يُنَقِّي الطعام، أي: يخرجه من تِبنه وقشوره ويُنقَيه بالغربال، أي: أنه صاحب زرع يدوسه ويُنقيه.

وقولها: "فَعِنْدَهُ أَقُوْلُ فَلَا أَقْبَحُ" أي: لا يقبح قولي فيرده بل يقبله مني (٥).


(١) قاله ابن الأثير في "النهاية" (١/ ١٠٢ - ١٠٣).
وانظر: "الفائق" للزمخشري (٣/ ٤٩).
(٢) انظر: "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٣٠٢).
(٣) ذكره القاضي عياض في "إكمال المعلم" (٧/ ٤٦٤).
والحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٦٧).
(٤) قال ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٧٩١) والفتح أشبه لاقترانه بالدّائس، وهما مختصان بالطعام.
انظر: "فتح الباري" (٩/ ٢٦٨).
(٥) أي: لكثرة إكرامه لها وتدللها عليه، لا يرد لها قولاً ولا يقبح عليها ما تأتي به. "فتح الباري" (٩/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>