للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودمه، وعرضه"، وهذه الثلاثة هي التي خطب بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع وتحريمها من ضرورة الدين.

قوله: "إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم" للإثابة والعقاب.

"ولكن ينظر إلى قلوبكم" فإنّ جميع ما تقدم النهي عنه من أفعال القلوب الظن وما ذكر معه.

"التقوى هاهُنا، التقوى هاهُنا، التقوى هاهُنا" [١١٧ ب] كرّرها ثلاثاً.

"ويشير إلى صدره" وهو محل القلب، أي: التقوى حقيقة إنما هي في القلب، فهو الذي يرجو الله فيأتي بالطاعات، وهو الذي يخشاه، فيتجنب المقبحات، وهيئة التقوى الإتيان بالطاعات واجتناب المقبحات (١).

قوله: "ألا لا يبع بعضكم على بيع بعض" قالوا: مثاله أن يقول الرجل لمن يشتري شيئاً في مدة الخيار: أفسخ هذا البيع، وأنا أبيعك مثله بأرخص من ثمنه، أو أجود منه بثمنه، أو نحو ذلك، فإنّ هذا حرام، ويحرم أيضاً الشراء على شراء أخيه، وهو أن يقول للبائع في مدة الخيار: افسخ البيع وأنا اشتريه منك بأكثر من هذا الثمن، ونحو ذلك.

قال ابن عبد البر (٢): تضمن الحديث تحريم بغض المسلم والإعراض عنه وقطيعته بعد صحبته بغير ذنب شرعي والحسد له بما أنعم الله عليه به، وأن يعامل معاملة الأخ من النسب، وأن لا ينقب عن معائبه، ولا فرق في ذلك بين الحاضر والغائب، وقد يشترك الميت مع الحي في كثير من ذلك. انتهى.


(١) انظر: "المفهم" (٦/ ٥٣٧)، "فتح الباري" (١٠/ ٤٨٣ - ٤٨٤).
(٢) في "التمهيد" (١٥/ ٧٨ - ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>