للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عياض (١): إذا اعتزل كلامه لا تقبل شهادته عليه عندنا، ولو سلّم عليه واستدل بالحديث على أنّ من أعرض عن أخيه المسلم، وامتنع عن مكالمته، والسلام عليه، أنه آثم بذلك؛ لأنّ [١١٨ ب] نفي الحل يثبت التحريم، ومرتكب الحرام آثم.

قال ابن عبد البر (٢): أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاثٍ إلاّ لمن خاف من مكالمته أن يفسد عليه دينه، أو يدخل على نفسه أو ماله مضرة، فإن كان ذلك جاز، وربَّ هجر جميل خير من مخالطة مؤذية، وأمّا زيارة الأخ أخاه فقد ورد: "زرغبًّا تزدد حبًّا" (٣).


(١) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٨/ ٢٦ - ٢٧).
(٢) انظر: "التمهيد" (١٥/ ٦٩ - ٧٠)، (٢٦/ ١٤٥ - ١٤٦).
(٣) أخرجه البيهقي في "الشعب" رقم (٨٠١٥، ٨٠١٦)، والبزار في "مسنده" رقم (١٩٢٢، ١٩٢٣ - كشف) وقال: لا يعلم في (زرغباً تزدد حباً) حديث صحيح، وأبو الشيخ في "الأمثال" رقم (١٥)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" رقم (١٠٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٣٢٢)، وفي "أخبار أصفهان" (٢/ ١٨٥)، والخطابي في "العزلة" رقم (١١٠)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٥٥) (٤/ ١٩٢)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٠٨)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ٣٦٧)، والطبراني في "الأوسط" رقم (١٧٥٤)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٧٤٠) بإسناد ضعيف جداً علته طلحة بن عمرو الحضرمي متروك، إلا أنه لم ينفرد في رواية الحديث عن عطاء، عن أبي هريرة إذ تابعه عشرة، نذكر منهم:
١) يحيى بن أبي سليمان عن عطاء به.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٠٨) وفي "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (١/ ٥٢٠)، والبيهقي في "الشعب" رقم (٨٠١٦).
يحيى بن أبي سليمان المديني أبو صالح البغدادي، لين الحديث من السادسة وقال أبو حاتم، ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث. انظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ١٥٤)، "الميزان" (٤/ ٣٨٣).
٢) ابن جريج، عن عطاء به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>