للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابع: حديث (أبي موسى):

٧ - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاء". أخرجه الخمسة (١). [صحيح]

"قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: اشفعوا تؤجروا" أي: يحصل لكم الأجر مطلقاً، قضيت الحاجة أم لا. "ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء" وفي رواية: "وليقض" باللام، وهي رواية أبي داود والترمذي.

قال القرطبي (٢): لا يصح أن تكون هذه اللام لام الأمر؛ لأنَّ الله تعالى لا يُؤمَر، ولا لام كي؛ لأنه ثبت في الرواية: "وليقض" بغير ياء.

ثم قال: يحتمل أن يكون بمعنى الدعاء: اللهم اقض، والأمر هنا بمعنى الخبر (٣).

وفي الحديث الحض على فعل الخير بالفعل وبالتسبب إليه بكل وجه، والشفاعة إلى الكبير في كشف كربة، ومعونة الضعيف، إذ ليس كل أحد يقدر على الوصول إلى الرئيس، ولا يمكن منه ليوضح ويعرفه مراده على وجهه، وإلاّ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحتجب.

قوله: "أخرجه الخمسة" وفي لفظ عن معاوية: "إني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا، فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اشفعوا تؤجروا" أخرجه أبو داود (٤).


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (١٤٣٢) و (٦٠٢٨) (٧٤٧٦) ومسلم رقم (٦٢٧)، وأبو داود رقم (٥١٣١)، والترمذي رقم (٢٦٧٢)، والنسائي رقم (٢٥٥٦)، وهو حديث صحيح.
(٢) في "المفهم" (٦/ ٦٣٣).
(٣) حيث قال: وكأن هذه الصيغة وقعت موقع الخبر كما قد جاء في بعض نسخ مسلم، ويقضي الله: على الخبر بالفعل المضارع.
(٤) في "السنن" رقم (٥١٣٢). وأخرجه النسائي رقم (٢٥٥٧)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>