للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ, خَرَجَتْ الخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ, حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى المَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ". أخرجه مالك (١)، والنسائي (٢). [صحيح]

حديث: "عبد الله الصُّنابحيِّ" تقدم ضبطه.

"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا توضأ العبد المؤمن، فتمضمض خرجت الخطايا من فيه [٢٦٥ ب]، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه, فإذا غسل وجهه, خرجت الخطايا من وجهه, حتى تخرج من تحت أشفار عينيه".

الأشفار (٣): حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر، الواحد شفر بالضم والشعر النابت عليها هو الهدب.

"فإذا غسل يديه, خرجت الخطايا من يديه, حتى تخرج من تحت أظفار يديه, فإذا مسح رأسه, خرجت الخطايا من رأسه, حتى تخرج من أذنيه" فيه دليل على أنّ الأذنين (٤) من الرأس.

"فإذا غسل رجليه, خرجت الخطايا من رجليه, حتى تخرج من تحت أظفار رجليه", في هذه الأحاديث كلها دلالة على أن الخطايا أي ذنوبها تحل بكل عضو لابسها وكأن التصرف له في حصولها، وأن لكل عضو عقوبة, وإن كان البدن كله يعاقب، وقد جعل الله هذا في الأحكام الشرعية والقدرية، فجعل عقوبة السارق (٥) قطع يده التي باشر بها السرقة، وجعل عقوبة المتطلع


(١) في "الموطأ" (١/ ٣١ رقم ٣٠).
(٢) في "السنن" رقم (١٠٣). وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٨٢)، وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٨٧٧).
(٤) سيأتي توضيحه.
(٥) تقدم ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>