للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَقُحِطْتَ فَلاَ غُسْلَ عَلَيك وَعَلَيْكَ الوُضُوءُ". أخرجه الشيخان (١)، وأبو داود (٢)، وهذا لفظ الشيخين. [صحيح، ولكنه منسوخ]

جعل ابن الأثير في "الجامع" (٣) نوعاً ثانياً، فقال: الثاني: الإنزال، وذكر حديث أبي سعيد.

"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى رجل من الأنصار" هو عتبان، كما دلّ له أول حديث أبي سعيد قال: "خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين إلى قباء، حتى إذا كنا في بني سالم وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على باب عتبان فصرخ به، فخرج يجر إزاره"، وفي رواية (٤): "إلى رجل من الأنصار".

"فجاء ورأسه يقطر" ولا ينافي: "يجر إزاره" ولا إهماله في الرواية الأخرى، فإنه فسّره ما قبله، إلاّ أنه قد أخرج أحمد [٣٣٥ ب] عن رافع بن خديج (٥) قال: ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على بطن امرأتي، فقمت ولم أنزل، فاغتسلت وخرجت فأخبرته، قال: "لا عليك إنما الماء من الماء".

وقوله: "لعلنا أعجلناك" كأنه فهم - صلى الله عليه وسلم - إعجال من خروجه، ورأسه يقطر، وإن كان يحتمل أن اغتسل بعد تمام العمل، لكن فهم - صلى الله عليه وسلم - الأول، ولم يجزم به، بل أتى بكلمة "لعل".


(١) أخرجه البخاري رقم (١٨٠)، ومسلم رقم (٣٤٥).
(٢) في "السنن" رقم (٢١٧)، وهو حديث منسوخ.
(٣) (٧/ ٢٧١).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (١٨٠)، ومسلم رقم (٣٤٥).
(٥) أخرجه أحمد (٤/ ١٤٣)، والحازمي في الاعتبار (ص ١٢٥ - ١٢٦)، وابن شاهين، وفي "ناسخ الحديث ومنسوخه" رقم (٢٧).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٦٤ - ٢٦٥)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف". وهو حديث حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>