للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فبها ونِعمتْ" (١) أي: فبهذه الخصلة، يعني الوضوء ينال الفضل. وقيل: فبالسنة أخذ ونعمت السنة هذه.

"أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت" أي: فبالسنة أو بالرخصة أخذ، ونعمت تلك الخلة التي أخذ بها.

"ومن اغتسل يوم الجمعة فالغسل أفضل" هو دليل من قال بعدم وجوب غسل الجمعة وتقدم الكلام، وأن إسناد هذا لا يقاوم إسناد حديث الإيجاب.

قال الحافظ ابن حجر (٢): لحديث سمرة هذا علتان؛ إحداهما: أنه من عنعنة الحسن والأخرى: أنه اختلف عليه فيه.

قال: وأخرجه ابن ماجه (٣) من حديث أنس.


= (٣/ ١٩٠)، والبغوي في "شرح السنة" (٢/ ١٦٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/ ٣٥٢)، والطبراني في "الكبير" (٧/ ١٩٩).
وقال الترمذي: حديث حسن.
قلت: فيه عنعنة الحسن، ولكن له شواهد تقويه من حديث أنس، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الرحمن بن سمرة، وابن عباس. انظرها في "نصب الراية" (١/ ٩١ - ٩٣).
وخلاصة القول: أن الحديث حسن بمجموع طرقه.
(١) قال الأزهري: "فبها ونعمت" معناه فبالسنة أخذ ونعمت السنة، قاله الأصمعي، وحكاه الخطابي أيضاً، وقال: "إنها" ظهرت تاء التأنيث لإضمار السنة، وقال غيره: ونعمت الخصلة, وقال أبو حامد الشاركي: ونعمت الرخصة، قال: لأن السنة الغسل، وقال بعضهم: معناه فبالفريضة أخذ، ونعمت الفريضة. "التلخيص" (٢/ ١٣٥)، و"معالم السنن" (١/ ٢٥١ - مع السنن).
(٢) في "الفتح" (٢/ ٣٦٢).
(٣) في "السنن" رقم (١٠٩١) بسند ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>