وفي (بادت) ضمير من ديار تقدم ذكرها. وآيهن: علاماتهن والآثار اللاتي فيهن، الواحدة آية. قال الراجز ووصف منزلا:
لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائِهِ
غيرَ أثافيه وأرْمِدائِهِ
وفي (غير) ضمير من مطر أو إعصار أو غيرهما مما يعفو الديار ويمحو الآثار.
يقول: ما أصاب الديار عفى آثارها والبلى مع ذلك عفاها، والرواكد: الأثافي، الواحدة راكدة، وإنما وصفها بالركود لأنها مقيمة ثابتة لا تبرح، وهي منصوبة على الاستثناء من (آيهن).
يريد أن جميع ما في الدار تغير إلا الأثافي، و (جمرهن هباء) جملة في موضع الوصف لـ (رواكد).
وقوله: جمهرهن هباء، يعني أن الذي كان جمهرا وقت الإيقاد وإشعال النار هو الآن هباء.
والهباء: الذي صار كالتراب المدقق الذي تسفيه الرياح. والضمير الذي في (جمهرهن) يعود إلى الرواكد، والمشجج: الوتد، وإنما سمي مشججا لأنه يضرب رأسه إذا أرادوا إثباته في الأرض، فإذا نقلوا البيت من موضع إلى موضع؛ قلعوا الأوتاد ثم أثبتوها في الموضع الذي يريدونه، وضربوا رؤوس الأوتاد حتى تثبيت.
فالوتد في كل موضع يضرب رأسه، إذا كثر ضربهم إياه تكسر وتفرق خشبه، وسواد الرأس: أعلاه ووسطه، وأراد بالقذال: الرأس: يعني أن رأس الوتد ظاهر لم يعله التراب، وأن بقيته قد سفت