للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال سيبويه: (ولو قال (فإنّ) كانت عربية جيدة). يريدْ ولو قال: فإنّ له نار جهنم، بالكسر.

وجودة هذا الوجه واضحة، لأن الفاءْ ومل بعدها جواب الشرط، وهو في حكم كلام مستأنف، والفاء في جواب الشرط تدخل على المبتدأْ وخبره، كقولك: إن تأتني فأنت محسن، و (إنّ) المكسورة تدخل في الموضع الذي يدخل فيه الابتداء.

وأنشد لابن مقبل:

وعِلمي بأَسدامِ المياهِ فلم تَزَلْ ... قلائصُ تُحدَى في طريقٍ طلائحُ

(وأني إذا ملتْ رِكابي مُناخَها ... فإني على حظي من الأمرِ جامحُ)

الشاهد فيه كسر (إنّ) التي بعد الفاء.

واسدام المياه: جمع سُدُمْ وهو الماء المندفن، والطلائح: المُعيية، الواحدة طليح.

و (عِلمي) معطوف على شيء قبله، ويجوز أن يكون مبتدأْ وخبره محذوف كأنه قال: وعِلمي بأسدام المياه علم بيِّن لا لبس فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>